هناك من يتعامل مع سيارته في شوارعنا وكأنه يتعامل مع دابته في الصحراء. تجده يتقافز بها ذات اليمين وذات الشمال. ينتهز أي مساحة خالية ليدخل فيها. وهؤلاء كثر في كل المدن وليس قصرا على مدينة بعينها. حتى رجل المرور الذي هو أولى باحترام لوحات الطريق كالوقوف الكلي عند تقاطع شارع فرعي برئيسي لا يحترمها وبالتالي يعطي درسا مجانيا للآخرين بعدم احترام تلك اللوحات التي كلفت خزينة الدولة مالا! لا شك بأننا نحتاج إلى شرب ثقافة الطريق واحترام النظام وحقوق المارة، وهذه الثقافة مسؤولية الجميع البيت والمدرسة (المنهج) ومديرية الأمن العام. ولكن على رجل المرور احترام نظامه أولا حتى لا يبق حبيس الورق.. وحتى لا ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل: (يأمر بالصلاة ولا يصلي). *** شاب في مقتبل العمر، يقود سيارته الفارهة، ويشع صحة وعافية ونضارة، فيشرب آخر قطرة ماء من القارورة، وأثناء وقوفه عند إشارة المرور الحمراء، يفتح زجاج نافذته، ثم يرمي القارورة الفارغة على الأسفلت. هنا نحن في أمس الحاجة إلى قانون رادع يمس جيب المخالف كساهر. وعندما ندقق في ثقافتنا الإسلامية نجد أننا نردد مقولات ونحفظها عن ظهر غيب، ولكن بلا فعل، ومن باب الظاهرة الصوتية، كترديد البعض للحديث النبوي الذي يحث على النظافة: (الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). والبعض مع الأسف لا يفكر في نظافة سيارته إلا عند إشارات المرور الحمراء. هذا خلاف البصق في الطرقات والتبول أكرمكم الله على جوانب الطرق والميادين! *** في طرقنا، يحدث أحيانا تجاوزات مرورية ربما أدت إلى حوادث قاتلة. روى لي صديق، حكاية جرت أمام عينه في طريق عام وهام بحائل، أبطالها شباب، كانوا يسيرون بسياراتهم، بعكس اتجاه الطريق العام، فما كان من صديقي المواطن الصالح إلا أن كلم رجال المرور وطلب منهم توقيف هذا العبث وتطبيق العقوبات.. ولكنه في الأخير، تفهم المبررات ورضي بالأمر الواقع. الشاهد أن هذه الحالات ربما يقول قائل لا تصل إلى حجم الظاهرة ولكنني أقول هي شواهد موجودة في وجه الوطن الذي نريده جميلا بلا ندوب. [email protected]