نظام ساهر السيار والثابت ، موجود منذ زمن بعيد في الدول المتقدمة .. لأن هذه الدول لما شرعت به أيقنت إيقان تام بأن الأرضية مناسبة لطرحه وذلك لعدة أسباب من أهمها :- أ )- وعي المجتمع وثقافته فيما يخص الأمن والسلامة وفن القيادة من النشأ. ب)- طرقات معبده بشكل مدروس بأحدث التقنيات لا يوجد بها ميول حاد أو تعرجات أو مطبات صناعية عشوائية سواء كان في الموقع أوالتصميم . ج )- طرقات خاليه من العمليات الجراحية ومن التحويلات . د)_ طرقات تكثر بها الإرشادات لمرتاديها بكل دقة ، طرقات تم رصفها بألون لها دلائل توجيهيه وإرشادية للسائق والمشاة معاً . ه )- طرقات مؤمنه بجميع المرافق اللآزمة أمنية وإسعافية . ومن هذا المنطلق حتماً يتكاتف ويتفاعل الجميع بالتقيد بالأنظمة المرورية في كثير من الدول المتقدمة وبعضاً من الدول النامية ، لأن شعوب هذه الدول أصبحت سلوكيات القيادة عندهم ركيزة في العقل شيء فشيء حتى تحول هذا الأمر إلى عاده ، وعندما يخالف أحدهم بغير قصد ، ينتابه شعور أنه أرتكب جرماً لا يغتفر، لأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر. س: ما سبب تفاعل وتعاون المجتمع أيضاً مع رجل المرور بتلك الدول ؟ الجواب هو كالتالي :- 1-إحساس وحرص هذا الجهاز المروري على سلامة مرتادي الطريق ، من مشاة ومركبات .. وبذل ما بوسعه لتحقيق ذلك . 2-وجود كوادر وكفاءات أمنية عالية التعليم والتدريب ، تحرك هذه المنظومة المرورية الميدانية . 3-تقبل النقد والآراء والأفكار والملاحظات التي تصل هذا الجهاز عبر الوسائل المتنوعة وأخذها بعين الاعتبار .. وتجريم من يصغرها أو يهمشها. 4-تكرم من رجل المرور الترجل عن السيارة ، ومخاطبة المخالف من نافذة سيارته بكل أدب وإحترام ، لأن هذه الأخلاق تجسد روح التعامل والين الجانب من رجل المرورو يجبرك على إحترامه وتقديره . 5-سرعة الرد والتجاوب من وحدة العمليات عند تلقيها بلاغ عن حادث أو مخالفة يتم رصدها من قبل المواطنين .. وتقديم الشكر والتقدير للمتعاونين من المواطنين مع المرور بشكل مستمر في جميع مناطق المملكة ، لأن هذا نابع من حرصهم الوطني في خلق بيئة خالية من العشوائية والإستهتار . هل هذا واقع في بلادنا اليوم ؟ .. بالتأكيد لا.. إذاً أتعجب ؟ على الإدارة العامة للمرور بالمملكة في تفعيل نظام ساهر المروري هل جاء لمواكبة عصر التكنولوجيا أم جاء لغرض تجاري . ونلاحظ أن أول سيارة دخلت السعودية حامله لحزام الأمان من موديل 1980م ولن نقول أقل موديلا ت من ذلك ، وهذا دليل على وعي وثقافة هذه الدول المصنعة لهذه السيارات أنذاك ، وحرصها على أمن وسلامة السائق ومن بالمركبة لما لحزام الآمان من أهمية في تقليص الوفيات بمشيئة الله ، حتى استيقظت الإدارة العامة للمرور بالسعودية من سباتها ، وفي يوم وليلة يصدر نظام وجوب ربط حزام الأمان ، بعد كل هذه السنوات الماضية من التهميش ، أدركت الإدارة أن حزام الأمان مهم يا للعجب ! إذا من يتحمل مسئولية ذلك هل هو المواطن أم الإدارة العامة للمرور التي ساعدتنا على تهميشه لسنوات طويلة حتى ورثنا ذلك أبن عن جد . والصورة الأخرى .. لقد سن نظام مخالفة من يستخدم الجوال أثناء القيادة - وهذا أمر يرحب به الجميع لاشك ، ولكن للأسف لم يفعل بالشكل الصحيح ، والأمر المحزن أننا نرى من يستخدمه أثناء القيادة من بعض رجال المرور أنفسهم مما يسبب إحباطاً في نفوس الملتزمين بقواعد السلامة . لذا نحتاج إلى توعية شاملة وجادة بنفس الوقت ، ولا نكتفي بأسبوع المرور السنوي فحسب .. بل نجعل من كل شهر أسبوعا واحداً باسم (الأمن والسلامة ) خالي من أخذ ما في الجيوب .. وذلك من أجل كسب تفاعل الناس بهذا الأسبوع الهام . ولكن كيف يتم لنا ذلك ؟ - وأنظمة المرور هي في الأساس مبنية على المادة بالدرجة الأولى وليست على سلامة قائد المركبة ومن معه ، وللأسف أن لغة المرور ادفع بالتي هي أحسن وإلا " الحجز والسطحة قريبه" ؟.. متجنبين الإرشاد والوعظ والتوجيه وأسلوب (التخجيل) في المخالفات التي لاتمر بتماس الخطر. والشواهد هي كالتالي :- المشهد الأول : عملية الرصد في نظام ساهر واختبائه عن الأنظار عنوة وعدم وضع إرشادات توجيهيه تبين أن الطريق مراقب بنظام ساهر لكثير من الطرقات ، وإن وجدت بالفعل فإن فن التحايل موجود ، إما الوقوف في ظلالها ، أو قبلها بعشرات الأمتار أو تواجد أكثر من ساهر على طريق واحد لا يتجاوز مسافته عن (15 كيلو ) هذا يوحي للجميع أن العمل جباية بحته . المشهد الثاني : يمكث المحجوزين داخل الحجز ولا يقدم لهم أي شيء من توعيه وتوجيهات ومحاضرات من أجل التأثير والتثقيف وتصحيح الخطأ.. ولا نعرف لماذا هذه الخطوة مغيبة لدى إدارة المرور.. مع العلم أن طابع القسائم للمخالفين – أثبتت أنها لم تجدي نفعاً مع كثير من مرتكبي المخالفات .. لإنعدام الرؤية الثقافية لدى المخالف . المشهد الثالث : كان في الأمس من يقوم بتجاوز الإشارة وهي "حمراء " يتم حجز السائق والسيارة معاً وإرغامه بدفع قيمة المخالفة وقدرها (500) ريال كحد أدنى وهذا أمر إيجابي ، ولكن في المقابل يضعوا أمامه خيارين إما البقاء في الحجز لمدة تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام أو أكثر ، أو دفع غرامة أخرى تقدر ب (500 ) ريال كحد أعلى حتى يأذن له بالخروج .. إذاً الأمر مادي . المشهد الرابع : مضاعفة المخالفات التي لم يتم تسديدها مدة أقصاها شهر.. ! ، وهذا في حقيقة الأمر ظلم من إدارة المرور ، مع العلم أن كثير من العلماء والمشايخ ( وفقهم الله ) لم يجيزوه بل حرموه بشده واعتبروا هذا الأمرغير شرعي مهما كانت الأسباب والمسببات.. حتى أصبح الكثيرمن المواطنين مدينون لهذه الإدارة بأموال طائلة .. مما ينتج عن ذلك معاناة المجتمع في انعكاس خطير لسلوكيات بعض الشباب العاطل لحصوله على المال بطريقة غير شرعية من أجل التسديد !. المشهد الخامس : : يسلم جميع أفراد المرور الميداني دفتر قسائم المخلفات على أن يتم صرفها على المخالفين - لابأس في ذلك ، ولكن الذي نشاهده اليوم من رجال المرور هم بالغالبية شباب البعض منهم ضربت أطناب عقولهم المراهقة لاثقافة لاحسن تعامل ، لا إدراك ولا حتى يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع الجمهور ، وما نشاهده على اليتيوب التفحيط في سيارة الأمن أكبر برهان على ذلك ، بل حينما تشاهد السيارات الخاصة للبعض من يعمل بهذا القطاع المهم ، تجد أنها تحمل المخالفات التي يبحث المرور الميداني عنها .. أين القدوة والمثالية في ذلك ( تأمرون بالمعروف وتنسون أنفسكم ) . المشهد السادس : ما سوف يطرحه الأخوة المشاركين أدناه . ومع كل ما فعلته وتفعله الإدارة العامة للمرور من جهود قد تشكرعليها إلا أنني أجزم أن هناك خلل كبير وفادح داخل هذه المنظومة :- سعادة / اللواء سليمان العجلان رعاه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ لايسعني من خلال هذا المقال المتواضع إلا أن أقدم لسعادتكم بعضاً من الحلول والأفكار العلاجية التي قد يستفيد منها جهازكم المهم في حياة الناس بعنوان : (هل من يوم واحد بدون فواجع ؟ 1)- قلة إستيراد الأجهزة وأدوات السلامة المجديه ، تساعد حتماً ، في إرتفاع نسبة الحوادث لاشك . 2)- عدم تكافأ عدد سيارات المرور مع ما يلحظ من إزدياد في النمو السكاني وبالتالي يصاحبه زيادة في عدد السيارات في جميع مناطق المملكة ، في الفترتين الصباحي والمسائي . 3) - القضاء على الواسطة في إدارتكم وجميع فروعها ، بعقوبة مالية وحجز إنفرادي وتأخير في الترقية مهما كانت رتبته ، وليس أحد فوق النظام هذا في الدرجة الأولى ، ولا نجعل بمخيلتنا أن الواسطة ليس لها علاج فهذا من نسج الخيال . 4)-إدخال مادة تثقيفية وتعليمية خاصة بالمرور في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية .. من أجل غرس المعرفة وقواعد السلامة في أطفالنا من النشأ، حتى نجني ثمراً يحتذا به من الأجيال القادمة . 5) -فقرة تجاوز الإشارة وهي حمراء من لائحة المخلفات ، تحتاج إلى إعادة نظر ، لجعلها أكثر حزم من قبل . 6)-إعادة دراسة منح رخصة قيادة من السن الثامنة عشر وجعلها من السن الواحد والعشرون أسوة بجواز السفر ، ليكون أكثر وعي ونضجاً وإدراكاً . 7)- إنشاء قسم دراسة التخطيط والهندسة المروري ، بحيث ينتج لنا كوادر متخصصة لرسم الحوادث ومعرفة من المتسبب من عدمه بكل دقة ، نظراً إلى أن كثير من الحوادث غالباً ما يكون فيها إما وفيات أو إصابات بالغة ، وتحتاج إلى أناس مهيأة وذات كفاءة عالية لمباشرة ذلك وليس من هب ودب قادر على رسم الحوادث بحذافيره. 8)- تعليم القيادة بالمملكة بالتدريب الميداني داخل أسوار لا تكفي ، ولكن يلزم مرافقة المتدرب بأحد المدربين داخل المدينة ويضع على السيارة لافته انتبه ( تعليم القيادة ) حتى تظهر الصورة كاملة إما اجتياز أو إخفاق .. ولكم في الدول المجاورة أسوة حسنة . 9)-وحدة العمليات هي شريان هذه المنظومة المرورية ، لذا يجب وضع من تتوفر به الشروط للعمل في ذلك . ومن أهم هذه الشروط حسن التعامل والمخاطبة لكونه يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع . 10)-إشراك المحكمة داخل مبنى كل إدارة مرور وفرع لحل الأمور التي يستدعي الفصل الشرعي بها .. لتذليل المشقة على الناس وعلى إدارة المحاكم ذات الصله. 11)-إنشاء رقم هاتف مجاني خاص بإدارة المرور ويعمم هذه الرقم على مستوى المملكة– ليستقبل من خلاله ، الشكاوي وجميع ما يعانيه أو يلاحظه المجتمع على رجل المرور مهما كانت رتبته ومكانه ، وتسليم المواطن رقم وتاريخ البلاغ للمتابعة مع اللجان المكلفه لهذا الغرض - لأن رجل المرور بشر يخطأ ويصيب فخطاه مسموح وخطأ الناس مذموم .. هذا المفهوم باعتقادي أنه عفا عليه الزمن . وفق الله المخلصين في عملهم – وسدد الباري خطاهم كتبه إبراهيم بن عبدالله اليحيى جامعة القصيم [email protected]