حين تكون المرأة فريسة في عيون البعض . كالدجاجة في عين الثعلب . فلا عزاء لحقوقها التي تبحث عنها . ويؤيدها العقلاء المنصفون . هذه قصة وتجربة لفتاة حاولت أن تبحث عن مصدر رزق حلال . وغامرت لكنها تفاجأت بأن الأرض مزروعة بالمنغصات وقد كانت تضن أن هناك ورود وأزهار بانتظارها على طريق التجربة .. تقول الفتاة : إليك تجربتي التي استمرت لثلاثة أشهر كمندوبة (بطاقات ائتمان) لدى أحد البنوك ، وقد اضطررت إليها بدافع الحاجة ، حيث طلبت الطلاق من زوجي الذي أشترط مقابل الطلاق التنازل عن نفقة الطفل. مما دعاني للبحث عن عمل يدر علي دخلاً يعنيني على تربية طفلي وعدم الحاجة للناس . وقد قرأت إعلانا عن طلب مندوبات مبيعات واكتشفت أن الرقم يخص البنك.... الذي ذهبت إليه وتم شرح آلية العمل وهي أن لا رواتب تصرف وإنما هي نسبة تحصل عليها الموظفة من جلب العملاء . بعد التعيين تحضر الفتاة إلى مركز البطاقات الائتمانية ، ثم يقوم الموظف المسئول بالبنك بإعطاء الفتيات كشف بأسماء عملاء للبنك وأرقام هواتفهم للاتصال بهم والعرض عليهم ( بطاقات الائتمان )، ومن هنا تبدأ المعاناة حيث تقوم المندوبة بالاتصال بأنواع مختلفة من البشر فيهم الملتزم الذي ينصح المرأة بأن تتقي الله وأن عملها هذا محرم وفيهم الشخص الذي وكأنه لم يسمع صوت امرأة في العالم ، فتجده يتميلح ويقول في نفسه (بس حبتني ) وفيهم الذي هوايته تصيد البنات بالكلام المعسول ....وغيرهم كثير ! من يوافق منهم على البطاقة يتم أخذ موعد معه لمقابلته في مكان عمله !!! . يقوم سائق البنك بحشر المندوبات في سيارة البنك وتوزيع الفتيات كلن حسب وجهتها ، على أن يحضر لاصطحابهن بعد الانتهاء من المقابلة ( وبالطبع يقوم بعد توزيعهن بإغلاق جواله ... لأنه لن يحضر لهن) . بعد الدخول إلى موقع العميل تبدأ معاناة أخرى وهي(تعرض الفتاة للتحرش) وأن بعض العملاء يبدأ في المساومة والسؤال عن المبلغ الذي تحصل عليه الفتاة مقابل هذا العمل وأن لديه الاستعداد لدفع أضعاف ما يدفع البنك ! وقد يتجرأ بلمس الفتاة ! بعض الفتيات كانوا يجارون العملاء ويضحكون معهم لكي يحصل العميل على البطاقة فقط .... والبعض منهن وللأسف الشديد قد تقع في المحضور تحت وقع الإغراءات التي يعرضها العملاء. اتصلت بعميل لأعرض عليه البطاقة فبدأ يتغزل بي ويسألني أن كنت متزوجة أم لا ؟ وعندما أوقفته عند حده وأغلقت الخط في وجهه لأتفاجأ بالمشرف يعاتبني ويقول أنت لا تصلحي مندوبة ، فقلت له أن العميل يتحرش بي فضحك وقال يجب عليك أن تجاريهم لكي تحصلي على مرادك ! ومجموع ما تحصل عليه الفتاة مقابل عملها هذا هو أن تستحوذ على 20 عميلاً لتحصل على (2500 ريال) وان كان أقل من هذا العدد فيكون الحساب (50ريال) مقابل كل بطاقة طبعاً لم أستطع أن استمر في هذا العمل الذي عرضني للفتنة وجرأ سفلة الناس للتحرش بي ، والبنك الذي وظفني في هذه الوظيفة ليس لديه الاستعداد لحمايتي والدفاع عني ، فهو قد زج بي وسط هذا العمل الغير لائق بي كأمرأة استغلالا لأنوثتي وترويجاً لسلعته .لا بارك الله لهم . وانني أنصح القراء أن يحذروا من يعرفون من الفتيات لعدم الانسياق لهذه الوظائف التي تمتهن كرامة المرأة ، وأن تقوم مؤسسة النقد بردع البنوك التي تستخدم هذه الطريقة لترويج سلعها حفظاً على كرامة المرأة الطالبة للعمل.. أه. هذه بعض المنغصات التي قد تقع لمن تبحث عن عمل شريف لكنه قد يتحول إلى عمل يسيء لها في مجتمع لا يرى المرأة إلا جسد وفِراش وسلعة!! عيسى مشعوف الألمعي قاص وروائي