تناقشت يوماً مع بعض الإخوة حول الكرم والجود والنخوة . فسألني أحدهم : من ترى من رجال هذا العصر الذي له في الكرم والجود السيادة وفي السماحة والبشاشة الريادة ؟ ففكرت ثوان قليلة ، ولم أجد صعوبة في اختيار شخصية جليلة ، لاتخفى على كل ذي لُب ، وكل يكن له الود والحُب ، فهل تعلمون من اخترت ، وما ترددت وما احترت ؟ إنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، الذي لايفي بوصفه كلامي الوجيز ، إنه النهرالذي يجري عطاءً ، وكان سخاؤه لفقر الفقير غطاءً . هو البحر من أي النواحي أتيته / فلُجَّتُه المعروف والجودُ ساحله . كأني بقائل هذا البيت يقول لنفسه ليتني في حضرة سلطان أتيت ، لقلت فيه أعظم الأشعارولا توانيت . هو بحر كله مد ولا يصده حاجز ولا سد . ألا ترون أيها الأحباب أنه له في عون الضعيف ألف ألف باب ، وله الباع الطويل في عتق الرقاب ؟ فقال أحد الأصحاب : كلامك وصل إلى السحاب وسحر الألباب ولا شك فيه ولا ارتياب ، فهل لنا من يوصل هذا الكلام لأكبر عدد من الأنام ؟ فهذا علينا واجب ولن يمنعنا في سبيل ذلك مانع أو حاجب . فقلت ياصاحبي ورفيقي وياعزيزي وصديقي ، هل من المعقول أو ورد في الكلام المنقول أنه قد عُرِّفَ الماء ،أو لُمِست السماء ؟ فقال : لا ، ومن حاول ذلك فهو في شقاء وبلاء . وقلت: أتشك أن أحداً يخفى عليه سلطان الكرم؟ فقال: لا ، ورب الحرم ، وأعلم أنه محبوب أهل البلد من والد وولد . ولكن ماذا عن الخارج ، هل خبره معروف واسمه دارج ؟ فقلت : أميرنا يعرفه اليماني ، ولا يخفى سلطان القلوب على العماني , وشهرته في العراق بلغت الآفاق، وهو معروف في مصر وسوريا ولاينكره أهل الصين وكوريا ،والكل يعرفه في الأرجنتين وهو علم في كل بلاد اللاتين ، وأما في أفريقيا فحدث ولا حرج فهو على كل لسان قد درج، ولأوجز لك القول: فهو معروف عند أهل الأرض في طولها والعرض . فانتشى الرفاق ، ولا رياء في ذلك ولا نفاق فأنا على يقين أن سلطان القلوب قد تعدى ذكره العطر بلاد الواق واق. لقد أفنيتُ أمسي ويومي ، وطار من عيني وسَني ونومي ، محاولاً الإتيان بما لم تأت به الأوائل ، من بديع الكلام لأمدح به حفيد عدنان ووائل ، ولو تحدث أعظم شاعر وراجز فإنه عن كمال وصف هذا الأرحبي لعاجز ، فكيف بي وأنا الإنسان البسيط فلا طاقة ولا قدرة لي بوصف النهر ولا البحر ، فكيف بالمحيط ؟ فيا سلطان القلوب يامحبوب الشمال والجنوب ، ويامن سكن في قلوب أهل الغرب والشرق ، ويامن أحبه أهل نجد كحبهم للمطر والبرق .. فيارمزالكرم والجود ... ليحفظك ربنا الخالقُ المعبود . نظمها / عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي . [email protected]