طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب الحديث عن العظماء كالحديث عن البحر.. فهل يستطيع أبرع العباقرة في الوصف أن يصف البحر وصفا دقيقا دون الاعتماد على الألفاظ العامة؟!! ما طوله ؟عمقه؟ سعته؟ قوته؟ عطاؤه؟ كرمه؟ كذلك ينطبق الأمر على شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله فهل يستطيع أحد أن يصف كرمه؟ سخاؤه؟ تواضعه؟ تدينه؟ وبذله للخير؟ إن الأقلام لتعلن عجزها عن ذلك.. فهو كما قال الشاعر: هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله أتذكر في إحدى رحلاتي إلى دولة شقيقة مجاورة ركبنا سيارة أجرة وفي الطريق ونحن نتحدث قال لنا سائق الأجرة: قبل عدة أعوام كان هذا الطريق مزدوجا ومزدحما بالسيارات.. والحوادث تكاد تكون شبه يومية .. والآن (الحمدلله) أصبح كما ترون بهذه الصورة الرائعة فقد صار الطريق باتجاهين متباعدين وأسفلته جديدا ومرصوفا وعلى أحسن وضع .. ثم أردف متسائلا: أتدرون من قام بإصلاح هذا الطريق؟ قلنا: من؟!! فقال الأمير سلطان بن عبدالعزيز .. أطرقت قليلا وأنا أتأمل .. كم من الأرواح أنقذت؟ وكم من الحوادث منعت؟ وكم من الساعات اختصرت؟ ولقد رأيت الكثير من المشاريع والأعمال الخيرية التي أنشأها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) في تلك الدولة الشقيقة .. تذكرت هذه القصة والتي حدثت معي قبل أكثر من خمسة أعوام وأنا أشاهد الموكب المهيب للأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمه الله) وتذكرت معها أيادي الخير التي امتدت في كل مكان فمن كفالة أيتام وطلبة علم ومرضى إلى رعاية حفظة القرآن وأسر فقيرة وحجاج ومعتمرين وغيرها.. أعمال خير وعطاء يصعب حصرها .. ومن له مثل هذه الأعمال فليس بميت لأن أجرها مازال متواصلا وكأن صاحبها موجود وحي أيضا .. من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس والذكرى تجلب معها الذكريات .. رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك الله دارا خيرا من دارك إلى جوار رب رحيم كريم. .فطبت حيا وطبت ميتا. [email protected]