تصدمنا الأخبار المفجعة، فتحيلنا إلى كومة من الأحزان، وأكثر الأخبار صدمة لنا «الفقد» والفقد أعظم مصيبة. لقد رزىء الوطن بفقدان رجل من رجالاته، حبيب إلى كل النفوس، كان ملء السمع والبصر، تسلطن على القلوب بكنز من الأخلاقيات، فهو الأمير المبتسم، وهو سلطان الخير، وهو ولي العهد الأمين، وهو جمعية الخير، إنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، صاحب القلب الكبير الذي اتسع لكل الناس الصغار والكبار، الرجال والنساء، كان إنسانا بكل ماتعنيه الكلمة، اضطلع بالمهام الجسام لقيادة دولة منذ صغره، حمل هموم وطن وآمال شعبه، وبرحيله فقد الوطن أعز رجالاته، وأحد صناع نهضته، ولكن رغم رحيله الصعب علينا، فهو باق معنا، فمنزله بين جوانحنا سيظل عامرا بذكراه، خالدا بمآثره، وإن كانت ستبكي لفقده منابر الخير، وميادين العطاء؛ إلا أن نهر عطائه سيظل ينعم بالجريان، يصدق فيه قول القائل: هو اليم من أي النواحي أتيته .. فلجته المعروف والجود ساحله تعود بسط الكف حتى لو أنه .. ثناها لقبض لم تجبه أنامله.. فسلطان رحمه الله، وفق في حياته لأن يرسي قواعد أعمال الخير والبر لتظل أعماله التي قام بها وقدمها «صدقة جارية» في حياته وبعد مماته. فيا وطني يامن جرحت بفقد سلطان، جبر الله مصابك في سلطان القلوب. ويا سيدي يا أبا متعب، عظم الله أجرك في أخيك، ورفيق دربك، وولي عهدك، يامن تحاملت على وجعك، وهزمت تعبك، لتقف بنفسك في مقدمة الصفوف لاستقبال جثمان الفقيد، ثم الصلاة عليه، ولن ننسى نظرة الحنان وألم الفراق، وأنت ترمق الجثمان، بنظرة الوداع الأخير، ولنا العزاء ومنا في سلطان، الذي لن تقف الألسن من الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ولن تجف الأعين من سكب الدمع عليه، فارحم اللهم يارب سلطان. محمد بن إبراهيم فايع