يحل علينا هذه الأيام موسم عظيم واجتماع اسلامي عالمي ، تظهر فيه وحدة لا تفرقها لغة ولا لون ولا عرق ولا إقليم ، إنه مؤتمر الحج الأكبر ، يسوده شعار السلام بلونه الأبيض ووسطية هذا الدين وسماحته العظمى .. في موسم الحج معان سامية وصفاء لا كدر فيه إنه لحمة الوطن الواحد للأمة الإسلامية ، ورسالة سلام للعالم أجمع .. قال تعالى ( واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق )، نداء واحد تلهج به السنة ضيوف الرحمن .. لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك .. في الحج اجتماع للكلمة وتقوية للأمة . في الحج يوم عرفة الحج الأكبر الكل يرفع أكف الضراعة للمولى .. في الحج تسكب العبرات بتذلل وخضوع . في الحج استمطار لرحمات ونفحات المولى . في الحج خروج من الذنوب كما يخرج الوليد من بطن أمه . في الحج أمن واستقرار الجميع مسؤول عن المحاقظة عليه . في الحج لاشعارات ترفع غير لبيك اللهم لبيك . في الحج سمو الأخلاق ورفعتها . في الحج انعقاد لمؤتمر الأمة المحمدية في أفضل البقاع . في الحج فرصة للمرأة المسلمة في جهاد لا قتال فيه . في الحج جهود جبارة تذكر فتشكر من شتى قطاعات دولتنا وفقها الله . أمن الحج وراحة ضيوف الرحمن تبذل فيها الدولة وفقها الله الغالي والنفيس ، وتسعى بكل قطاعاتها الأمنية والمدنية على استقراره وبث روح الطمأنينة والسكون لتأدية هذه الشعيرة العظمى بكل يسر وسهولة ، وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وراحة الحجاج ومحاولة إثارة الفوضى ، ولعلي هناانقل كلمة قالها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه \"إن البلاد لا يصلحها غير الأمن والسكون قال رحمه الله \" نعم لا تصلح البلاد ولا أحوال العباد بلا أمن وسكون وطمأنينة ، ولنا وقفة مع مقولة المؤسس في بيان أن الهم الأمني كان من أولويات قيام هذه الدولة وتأسيسها وعلى هذا المنهج سار أبناؤه البررة . وإن من شكر الله تعالى على هذه النعمة أن نتقدم بالشكر والثناء والدعاء لقائد مسيرة بلادنا مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على مايبذلونه من جهود ومتابعة لسير أعمال الحج وتسهيل كافة العقبات ،وأن يزيدهم من كل خير، وأن يجزيهم بما قدموا للمسلمين عموماً ولحجاج بيت الله الحرام خصوصاً من مساعدات وتسهيلات أعظم الجزاء وأفضله، وأن يوفق حجاج بيته لأداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيه، حتى يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفوراً، وأن يردهم إلى بلادهم سالمين غانمين. اللهم آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. بقلم / أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم