كم هو جميلا ان نحلم.. فالأحلام ب(بلاش) ولكن تظل الأحلام مرادفة للكلام الذي هو ب(بلاش) أيضا و من قال أن الكلام نوعان كلام فاضي و كلام ( مليان كلام فاضي). كان يقصد الأحلام لا (الكلام) خصوصا لمن يعيش في مثل أحوالنا. فمشكلتنا أننا نحلم ثم نريد أن يتحقق الحلم بمعجزه وبدون عمل � واشك أننا مازلنا وعلى جميع الاصعده أسرى أحلامنا. يقول العالم الجليل الحسن البصري ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل) والشاهد هنا هو أن الآلية الصحيحة للوصول لأي هدف تحتاج لشيئين هما توقير المدعو هدف والاستماتة بالعمل لتنفيذه. لذا فان الذين يحلمون ثم يكتبون ما ينتقوه من تلك الأحلام كأهداف ممكنة التحقيق على ورقه بيضاء (التي هي أعظم اختراع للبشرية) ثم يضعون الخطة المناسبة لتنفيذها يسمون بالمبدعين و هؤلاء الناس هم من نحتاجهم ليلونوا لنا الحياة بألوان خلابة بعيدا عن ألوان قاتمة تقتل صباحنا بالهم. صباحي كان مثل صباح الآخرين قبل إن استرجع قصة وزير ناجح في بيئة ناجحة ففي حفله لوداع مدير احد المدارس البريطانية الناجحين والمبدعين أيضا بعد بلوغه سن التقاعد القانوني اعتلى ذلك المدير المنصة وبدأ يشرح ما لديه من أهداف يريد تحقيقها في المستقبل و كانت المفاجأة أنها ليست شخصيه و كلها ذات علاقة بالتعليم و اعتقد أن البعض كان مستغربا إذ أن بلوغه السن ألقانونيه يعطيه الحق أن لا يشغل نفسه بشيء اسمه تعليم ... بعد فترة ليست وجيزة استدعي هذا المدير ليكون وزيرا في حكومة تاتشر وكان حينها (ربما) في السبعينات من عمره وحقق الأهداف تلك و أعلن عن أهداف أخرى وسعى لتحقيقها وحققها. وخلد اسمه في كتب تتكلم عن أشخاص كانوا للعالم قدوه. لدي يقين بأنه لا تنقصنا المهارة ولا ينقصنا الفكر بل ما ينقصنا هو معرفة الهدف و معرفة الطريق للوصول إليه وهو ما يسمى (صناعه الهدف) و عدم وضوح الهدف أو غيابه سبب للضياع والتشتت على أي مستوى كان(من...إلي الفرد). فالا سره التي يغيب هدفها أو لا يكون واضحا لن تخرج طفلا منتجا و هي ذاتها بالتعاون مع مجتمع لا يعرف ماذا يريد أنتجت لنا (شخصا) لم ولن يكون كالمدير ألذي سبق ذكره ... وقبل أن تحاول وضع هدف جماعي عام على مستوى أسره أو مدرسه ( أو روضه)...لابد أن (تروض) نفسك على الاستعداد للتضحية بالأمور الشخصية وبعد التضحية يأتي البحث عن صناعة الهدف الذي لابد أن يكون بالإمكان تحقيقه لكنه صعب المنال و يحتاج للكثير من البذل . تخيل معي كيف ستكون الأولويات وكيف ستكون جدية العمل في مجتمع واضح الهدف تهيأ للتضحيات من اجل ذلك الهدف وكيف سيكون التحفز عند الأشخاص في ذلك المجتمع بدل ما يعتري البعض من الاستفراد بالرأي و تغليب المصلحة الخاصة على الأهداف السامية .. حتى لو أدى ذلك لتدمير من هم تحت سقف قد يكون اسمه (روضه). بقى لدي سؤال..... للسيدة مارغريت تاتشر ... كيف سمعت بهذا المدير أو (من الأخير) من توسط لذلك الرجل ليصبح وزيرا في حكومتك ؟ (بما أن أصولك عربيه حسب إفادة صنداي تايمز بتاريخ 22/11/2006)؟ م / ناصر علي النجار