يمر يوم الشعر العالمي في 21 مارس من كل عام ولا يجد له صدى في منطقتنا العربية اللهم إلا بعض الاحتفالات الشكلية ومنها احتفال مؤسسة البابطين وتنظيمها لمهرجان ربيع الشعر العربي ثم مركز الفنون في مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة الثقافة اليونانية في الإسكندرية وأسرة أدباء البحرين..وفي عمّان ثم كركوك والمغرب العربي وغيرها.. على الرغم من التقدير العالمي لهذا اليوم العالمي للشعر...في أوروبا وكندا أما الذي يسترعي الانتباه في هذا الصدد فهي كلمة المدير العام لليونسكو (إيرينا بوكوفا) في هذه المناسبة لليوم العالمي للشعر فقد تضمنت عزفاً على أوتار المشاعر والأحاسيس الراقية نكأت جراحنا من جراء هجر الشعر والاحتفاء به فقد أكدت أن لكل إنسان لغة شعره الخاصة به وأن في أعماق كل إنسان منا شاعرا مرهف الحس فالشعر يجسد أدق التفاصيل في بحور التجربة الإنسانية وهو الذي يعبر بدقة عما تعجز عنه الكلمات والكتب فعلها أرادت تضميد جراحنا..والحقيقة أن الشعر كنز الإبداع الأدبي بكل ألوانه مهما احتلت الألوان الأخرى مساحات اهتمام الناس على حسابه.. أما الجدير بالذكر فهو إعلان الأممالمتحدة باعتبار عام 2010 هو السنة الدولية للتقارب بين الثقافات وقد وقع اختيارها على اليونسكو لتكون هى الرائدة في تنسيق الاحتفالات طول العام داخل منظومة الأممالمتحدة وأكدت على تعزيز المساعي الرامية إلى جمع الشعر ودراسته ونشره وترجمته إذ ستعمل اليونسكو لعامي 2010/2011 من خلال برنامجها الجديد( طاغور..وبابلو نيرودا..وايميه..) من أجل منظور عالمي يسوده الوئام وتشجيع جميع الوسائل متعددة التخصصات لجعل الشعر أقرب إلى قلوب الناس وعقولهم وأكثر قدرة على التأثير في النفوس إذ يجب أن يتبوأ المكانة التي تليق به في البرامج التعليمية والإعلامية وتمكين الشباب من محبته والشعور به وحقاً إنها أهداف وبرامج رائعة تعد بمثابة خطه إستراتيجية لإحياء الشعر في العالم ولعلها تبدو لنا معشر الشعراء وكأنها ضرب من الأحلام لكن الحلم مشروع فمن حقنا أن نحلم ونتمنى لكن السؤال الذي يقفز للأذهان هو أين دورنا نحن العرب من هذا المشهد الثقافي العالمي والمشاركة في تنشيط الحركة الشعرية ونحن أحق بها منهم؟ فالشعر ديوان العرب الذي هجروه إلى ما سواه إذ لا بد أن تسّتغل تلك المبادرات في إعلان الأممالمتحدة خاصة في مجال التقارب بين الثقافات حتى توجد لنا مساحة على خارطة الثقافة العالمية وتخرج بنتاج مبدعينا إلى رحاب العالمية أو تشارك على الأقل في المشهد الثقافي الدولي حضوراً وتفاعلاً يليق بمكانتنا... نحن نتطلع إلى تبني وزارة الثقافة والإعلام لاحتفالية بهذه المناسبة ووزيرها شاعر قبل أن يكون وزيراً فالأمر يتعدى مناسبة عابرة يقيمها نادي جدة الأدبي في أبرق الرغامة لأن الهدف أكبر ويفترض أن يخدم الاحتفالية على مستوى الوطن لنسجل لنا خطوة رائدة في خضم المبادرات العالمية لإحياء الشعر. دوحة الشعر: وتقلبت نفسي على جمر الأذى فنحول جسمي للعواذل باد