حققت تجارب حديثة لعقار يعالج سرطان الثدي، نتائج وصفها الباحثون بأنها "غير مسبوقة"، وربما تمهد لاستخدامه على نطاق واسع لعلاج النساء اللائي يعانين من أشد أنواع سرطان الثدي فتكًا. الباحثون بمركز "واشنطن" الطبي فى أمريكا، عرضوا دراستهم اليوم الأحد، ضمن فاعليات اجتماع الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام، الذي يعقد حاليا فى الفترة من 26 إلى 30 سبتمبر الحالي في العاصمة الإسبانية مدريد، وفق مراسل الأناضول. وقام الباحثون بتجرية العقار "بيرجيتا" (PERJETA)، الذى تنتجه شركة "روش" للمستحضرات الدوائية، على 808 إمرأة مصابة بسرطان الثدي من النوع (هير-2)، الذي يمثل نحو ربع حالات الإصابة بسرطان الثدي، وينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. ووجد الباحثون أن المريضات اللاتى تناولن عقار "بيرجيتا"، بالتزامن مع عقار "هرسيبتين" والعلاج الكيمائي، عشن لفترة أطول 15.7 شهرًا، عمن حصلن فقط على عقار "هرسيبتين" والعلاج الكيمائي. وأوضحت الدراسة أن النساء اللائي تناولن عقار "بيرجيتا" عشن لفترة 56.5 شهرًا، مقارنة مع 40.8 شهرًا، للمريضات اللائي حصلن على العقاقير القديمة فقط. وقال الباحثون إن "البقاء على قيد الحياة لنحو 16 شهرًا أخرى، أمر غير مسبوق بين الدراسات التي تتناول أنواع سرطان الثدي التي تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم". والعقار "بيرجيتا" أقرته جهات رقابية صحية فى أوروبا منذ عامين، لكنه يمثل تحديا للجهات التي توفر الرعاية الصحية، إذ أنه مكلف للغاية، حيث تبلغ تكاليف العلاج باستخدام "بيرجيتا" وعقار "هيرسيبتين" الذي يستغرق 18 شهرًا نحو 188 ألف دولار. ووفقا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام السرطانية شيوعا بين النساء في أنحاء العالم عامة ومنطقة الشرق الأويط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويًا.