ألقى مَعَالِي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَبَوِيّ الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، اليوم الثلاثاء، درسه الشَهْري في رحاب المسجد النَبَوِيّ بالمدينة الْمُنَوَّرَة في موقع الدرس بين الحصوتين. وتحدث مَعَالِيه عن أهمية الوسطية والاعْتِدَال والتعريف بهما في اللغة والاصطلاح ومنهج والْقُرْآن وَالسُّنَّة في تعزيزهما وسمات الوسطية وخصائصها في الإسلام وروابط الوسطية لهذه الشريعة ومجالاتها، وأهمية هذه القضية بالنسبة للشباب خَاصَّة وللأمة عامة وسبل تحقيق الوسطية وعوائدها وثمارها وآثارها ومعوقاتها والعقبات في طريقها، إلى جانب بيان مهدداتها وعلاجها ووسائل تعزيزها وقنوات تحقيقها والأنموذج الأمثل في تحقيق الوسطية. وَأَشَارَ إلى أن الوسطية والاعْتِدَال تتحقق أهميتها في أمور متعددة، منها أن القضية عني بها كتاب الله في آية جامعة في قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"، مُبَيِّنَاً أن منهج الأمة هو الوسط والاعْتِدَال في الأمور كلها، ويبين أن من أهمية الوسطية والاعْتِدَال تعزيز جانب الأمن وجانب السلم؛ لأن الخروج عن منهج الوسط إن كان بالغلو فدعاة الغلو يحملون السلاح على هذه الأمة فلا عاصم من هذه الفتن إلا الالتزام بمنهج الوسطية والاعْتِدَال. وَأَكَّدَ مَعَالِي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَبَوِيّ في ختام درسه أن أمة الإسلام أمة محمد صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي أمة خيرية على الناس فنحن رسالتنا إِنْسَانية عالمية حضارية قَالَ تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".