يمر يوم كامل لا يرى الأب ابنه وهم في بيت واحد ! يأتي عامل توصيل المطعم ولا يعرف الأب من الذي طلب! هذه الأمور التي قد يراها البعض طبيعية، هي في الحقيقة كارثة شعرت الأسرة أم لم تشعر، ما يعانيه بعض أفراد المجتمع اليوم من تفكك أسري أو تباين فكري وبون شاسع بين الأب وابنه والبنت وأمها له مسببات في مقدمتها التقنية الحديثة التي سرقت من حياتنا أجمل لحظاتها بسبب سوء استخدامنا لها، خذ على سبيل المثال وسائل التباعد الاجتماعي عفوا! وسائل التواصل الاجتماعي التي أبعدت الواقع الحقيقي وقربت الواقع الافتراضي فأصبح بعض الأبناء يعيش غيبوبة تقنية ولا يشعر بواقعه الحقيقي. خذ مثلا… قد تطلب من بنتك كوباً من الماء فتذهب إلى المطبخ ثم تعود لتسألك ماذا تريد يا بابا! وفي يدها جهاز ألآيباد قد سلبها كل حواسها. تكلم ابنك يا محمد يا محمد يا محمد وهو مندمج في الجوال، فينتبه فجأة وكأنه كان نائماً نعم نعم يا أبي … ليست التقنية هي المشكلة فهذا أمر لا بد منه ولكن الخلل هو في كيفية استخدامها.. نعرف ترشيد استخدام الكهرباء أو الماء أو ترشيد الإنفاق، أظن أننا بحاجة لترشيد استخدام التقنية الحديثة. عزيزي الأب أخيتي الأم هل آن الأوان لكي نعيد النظر في طريقة تربية أبنائنا، وحبذا لو نستشير المختصين في التربية لنأخذ النصح والإرشاد فجيل اليوم لم يعد ذلك الجيل الذي تستطيع تربيته وتوجيهه بالطرق التقليدية التي تربينا عليها قبل أربعون عاماً.. نحن في زمن تنادي فيه ابنك مرة ومرتين وثلاث وهو بجانبك لكنه لا يسمعك فهناك من سلبه منك!!! جيلاني بن شايق الشمراني مستشار إعلامي ومهتم بالعمل التطوعي