كشف الباحث في الحياة الفطرية الكاتب الصحفي والمصور الفوتوغرافي محمد اليوسفي عن ارتفاع نسبة التناقص في طيور الصيد المهاجرة، موضحاً أن أبحاث حديثة نُشرت أخيراً تشير إلى أن تناقص واحد من أبرز الطيور المهاجرة التي تصاد في العالم وفي المملكة؛ وهو القمري، لافتًا أن كل 100 قمرية في عام 1970 يقابلها 7 قمريات فقط حاليًا. وأوضح ل"تواصل"، أن عمليات الصيد المفرط أحد أهم أسباب هذا التناقص، مشيرًا إلى أن هواة الصيد يترقبون حاليا عبور الطيور المهاجرة ومن أبرزها القمري الذي يعرف في المملكة بأسماء شعبية؛ منها (القميري، الكرور، الرقيطي، حمام النّزل، حمام البر). وبين "اليوسفي" أن الجداول المتداولة بين هواة الصيد بعنوان (أيام هجرة الطيور) غير دقيقة كما يتصور البعض؛ من حيث تحديد أيام بعينها لكثافة وجود أحد أنواع الطيور المهاجرة في المملكة، لأن نزول الطيور المهاجرة إلى الأرض خلال رحلة الهجرة (الحالية) يتركّز في الفترة بين منتصف شهر أغسطس وتمتد خلال شهر سبتمبر حتى أوائل شهر أكتوبر، ويسبق هذه الفترة ويعقبها هجرات طيور لا يهتم بها معظم الصيادين. وأضاف، أن القول بيوم محدد لنزول الطيور المهاجرة عمومًا يتحكم فيه خلال الفترة مجموعة عوامل متداخلة ومتغيرة من يوم إلى آخر، ومن بين العوامل؛ هبوب الرياح مع اتجاه خط الهجرة، ووجود تيارات هوائية صاعدة على طول خط هجرة الطيور عريضة الأجنحة، ودرجات الحرارة على طول خط الهجرة، وسلامة البيئة في المنطقة التي تعبرها الطيور وتنزل إليها، وتوافر الغذاء في أماكن استيطان الطيور قبل الهجرة ومدى قدرة الطيور قبل فترة الهجرة على اكتساب دهون بمثابة الوقود الذي يمكّنها من القيام برحلة الهجرة بسلام. وتابع: إن هواية الصيد في المملكة تضم فئات متباينة في المجتمع، لكن كثيرًا منهم يتساوون في ممارسة فوضى الهواية التي بدأت ترسخها شبكات التواصل الاجتماعي، فاتجهت الهواية للإسراف والطيش والتهور ويلاحظ ذلك في مطاردة وصيد طائر الرهو (الكركي، أو الكرك)، وكذلك ارتكاب المخالفات والإسراف وصيد طيور لا يجوز قتلها ولا أكلها شرعا، مؤكدًا أن بعض الصيادين في ظل غياب تنظيم هواية الصيد أصبحوا عبئًا على الجهات الأمنية والجهات المعنية في المحافظة على الأحياء الفطرية وسلامة البيئة. وأكد أن تلك الجهات لم تحسن الاستفادة من وسائل الإعلام الجديد وتطبيقاته في أنشطة التوعية في هذا المجال، موضحاً أنه يذهب باتجاه أن (رياضة الصيد موروث لا يمكن نزعه من ثقافة المجتمع، وكلما توافرت المعلومات وزادت المعرفة الحقيقية بتفاصيل الهواية وأحسن تصميم رسائل التوعية مع المزاوجة بين عدم التضييق على هواة الصيد وبين صرامة تطبيق الأنظمة على المخالف كلما انضبطت الممارسة وقلت الأخطاء). وأشار إلى أنه خلال الموسمين الأخيرين، بدأ ببث رسائل توعية عبر حسابات في شبكات التواصل لممارسة هذا الدور ولاحظ أن بعض الصيادين حتى المخالفين منهم، سريعو التجاوب في العدول عن ارتكاب الأخطاء، لكن الأمر لا يكفيه جهدا شخصيًا بل يحتاج إلى تحرك شامل ومنظم. وحذر من أشد الأخطاء إيلاما لذوي الصيادين، المتمثلة في المجازفة باقتحام مناطق برية معزولة بدافع الصيد دون مراعاة إجراءات وخطوات السلامة، مضيفاً "أصبحنا نشهد في كل موسم أن صيادًا جازف باقتحام الأودية والمناطق البرية المعزولة وتاه أو تعطلت مركبته ثم هلك عطشا في الصحراء". وتساءل عن "عدم وجود أندية رماية لدينا أسوة بالدول المجاورة رغم أنه سبق وأن صدر قبل خمسة عشر عاما تقريبا قرار من مجلس الوزراء بالسماح بإنشائها"، مشيراً إلى أن وجودها سيحد من الأخطاء والمشاكل التي تواجهها الجهات الأمنية من الصيادين لأن معظمهم في حقيقة الأمر لديه رغبة في الرماية وليس في الصيد كهواية. وزود اليوسفي صحيفة "تواصل"، بصور التقطها بعدسته لطائر القمري الذي يعتبر أكثر ما يهتم به هواة الصيد بالبنادق في المملكة وصورًا أخرى تتضمن رسائل توعوية عن أبرز أخطاء هواة الصيد. تجدر الإشارة إلى أن "اليوسفي" سبق أن أصدر كتب: "الطيور البرية والمهاجرة" و"حبائل الصحراء"، و"رواد الصحراء"، و"دليل الصحراء"، و"رحلات برية".