وصف الباحث في الحياة الفطرية الكاتب الصحفي والمصور الفوتوغرافي محمد اليوسفي؛ المقطع المتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي الذي يصور فخاخاً نصبت لسيارات صيادي الطيور المهاجرة؛ وهي عبارة عن مسامير مغروسة في جواد مؤدية إلى أودية قريبة من قرى تقع على مسارات هجرة الطيور؛ بأن الذي يتبين في المقطع أننا بصدد مؤشر سيئ يشير إلى معالجة الخطأ بخطأ، فالمتسبب أو المتسببون في الفخاخ ربما كانوا متضررين من وجود الصيادين. وبيّن اليوسفي أن المتهورين من هواة الصيد يتزايدون في السنوات الأخيرة وتتزايد أخطاؤهم في ظل غياب تنظيم حقيقي لهواية الصيد والرماية، وأنه شاهد شخصياً في مرات عدة خلال رحلاته لتصوير الطيور المهاجرة؛ أشخاصاً لا يبالون حين يصوبون بنادقهم على الطيور فلا يراعون الاشتراطات الأمنية لاستخدام بنادق الصيد ولا يتخذون إجراءات السلامة، إذا كانت الرماية حول مناطق مأهولة بالسكان أو بالرعاة والمواشي، وهذا سلوك مؤذٍ للآخرين، لكن هذا ليس مبرراً لاتخاذ تدابير أو تصرفات فردية خاطئة لردعهم، مطالباً بأن تتولى إمارات المناطق ومحافظو المدن والمراكز؛ دورهم؛ حتى لا تتفاقم المشكلة بين فعل وردة فعل.
ويبدو في المقطع، ومدته 45 ثانية، صوت أحد من هواة الصيد أوقف سيارته في منطقة برّيّة ويقوم بإصلاح إطاراتها المعطوبة جراء مسامير مغروسة ومغطاة بالأعشاب على طريق السيارة، وكان قد سبق انتشار المقطع تداوُلُ أنباء عن تذمر سكان عدد من القرى من ممارسات الصيادين المتعنتين.
وحذّر اليوسفي من السكوت على مثل هذه الأخطاء من الجانبين؛ فقد تتحول إلى مشاجرات تكون نتائجها وخيمة، وخصوصاً أن معظم هواة الصيد في عنفوان الشباب وبحوزتهم بنادق قاتلة، بالإضافة إلى خطورة الفخاخ؛ كونها قد تصيب سيارات يتعطل أصحابها في مناطق معزولة وربما يهلكون عطشاً نتيجة ذلك.
وأشار إلى أن هواية الصيد بالبنادق رياضة لا يمكن نزعها كموروث في ثقافات سكان عدد من المناطق، ولهذا فمنع الصيد منعاً نهائياً أمر غير مُجْدٍ، لكن يمكن تهذيب الهواية وترويض الهواة بعدم التضييق عليهم بل السماح لهم بالصيد خلال فترات هجرة الطيور بالبنادق الهوائية، وفي مناطق محددة تكون تحت تنظيم إمارات المناطق ورقابة الجهات الأمنية، مع التشديد والصرامة في تطبيق مواد أنظمة الصيد والأسلحة والذخائر على الجميع.
وختم اليوسفي بالتأكيد على أن كثيراً من أولئك الهواة لا يتحلَّون بآداب الصيد ولا يراعون ضوابطها الشرعية؛ فيقتلون الطيور التي نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن قتلها، ويسرفون في الصيد، ويعبثون بقتل طيور لا تصنّف كطرائد صيد في موروثنا ولا ينتفعون منها، حتى صار ذلك سلوكاً معتاداً يغذُّونه أخيراً بينهم عبر إعلامهم في شبكات التواصل الاجتماعي وبعض المنتديات التي تجمعهم، ولم تجابههم الجهة المعنية بالمحافظة على الطيور والأحياء الفطرية بإعلام توعوي مضاد.