قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن المؤسسة السياسية المتعثرة في أوروبا خسرت جولة جديدة أمس في جهودها الرامية للتصدي للحركة المناهضة للنخبة، بإعلان رئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينزي" استقالته بعد رفض الناخبين إصلاحاته الدستورية. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي تعرضت فيه المؤسسة السياسية لخسارة في إيطاليا أمام الحركة المناهضة للنخبة، تمكن مرشح رئاسي في النمسا من يسار الوسط من هزيمة منافسه اليميني المتطرف بسهولة. واعتبرت أن رفض إصلاحات رئيس الوزراء الإيطالي تمثل دفعة قوية للقوى الشعبوية الصاعدة في إيطاليا بعد أسابيع من انتخاب "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدة. وأضافت أن خسارة "رينزي" تهدد أيضا باضطراب مالي في ثالث أكبر اقتصاد بأوروبا، في وقت تكافح فيه بنوك إيطاليا الضعيفة لاحتواء التداعيات. وذكرت أن انتصار مرشح يسار الوسط في الانتخابات الرئاسية النمساوية أظهر أنه ما زال هناك بعض الحدود أمام موجة الغضب المناهضة للنخبة والتي بدأت في يونيو بالتصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واستمرت بفوز "ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأكدت على أن سيطرة الشعبويين على إيطاليا ما زال أمراً غير مؤكد، فالحزب الديمقراطي المنتمي إليه "رينزي" ضمن أحزاب يسار الوسط ما زال مسيطراً على البرلمان والانتخابات الوطنية لن تتم الدعوة إليها حتى 2018م، لكن الكثير سيعتمد على تشكيلة الحكومة الجديدة وكيف ستبني الأحزاب المناهضة للهجرة والاتحاد الأوروبي على انتصارها.