الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا في العقد الرابع من عمري، وليس لي أولاد منذ 26 سنة على الرغم من أنني لست السبب. زوجي رجل طيب، ومنذ انتقلنا إلى جوار الأهل زادت المشاكل والضغوط النفسية، لدرجة أصبت معها بالاكتئاب، سواء كانت تلك المشاكل بسبب أهلي أو أهل زوجي. وللأسف أنا أدفع الثمن من نفسيتي وسلبية زوجي، وعدم قدرته عن رد الظلم عني، أو قول كلمة الحق. طلبت الانفصال، وراجعت طبيباً نفسياً، وعلى الرغم من محبتي لزوجي، لكنني تعبت، حاولت تهدئة الأمور لكنها تتفاقم. وعلى الرغم من أنني شخصية عملية وقيادية في عملي، لكني عجزت في حياتي العائلية، فشلت بسبب ضعف شخصية زوجي أمام إخوته ووالدته، وتسلطها، وإخوتي ومشاكلهم، وسكوتي من أجل والدتي المريضة؛ لدرجة أنني كرهت حياتي، وتمنيت الموت، فأحياناً أضعف وأفكر في الانتحار، لكني أرجع وأخاف ربي. الإجابة ﷽ والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبتي حياك الرحمن، ونقدر لك لطفك ورحمتك بزوجك، لكن يا غالية صبرت 26 سنة، وكل زوجة ترغب بالذرية أكيد، وقدرت وضع زوجك، وهذا موقف جميل منك، لكن لا أحد يرغمك أو حتى يوصيك على الاستمرار معه، والوضع ما ذكرتِ؛ أولاً لديك مبرر قوي للانفصال عنه، وهو عدم الإنجاب، ولست سبباً، ثم أريد أن أسألك: هل يشعر هو بأنك تقدمين شيئاً نحوه؟ هل سبق وعرض عليك أن تنفصلا وتتزوجي بآخر حتى تري ذريتك بإذن الله؟ ألا يشعر بشيء من الإحساس بالمسؤولية تجاهك؟ عموماً وضع الذرية والإنجاب في علم الله، وهو رزق يهب الله من يشاء، كما في قوله تعالى: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)" وهو أمر مهم، لكن الآن لستِ معه في بداية حياتك حتى تبادري فيه ويكون مبرراً رئيسياً لتركك إياه، لكن اليوم الأمر اختلف، وزاد عن حده، وبدأت الضغوط تؤثر عليك سلباً، فعليك اتخاذ قرار.. عزيزتي، لله ملك السموات والأرض، وله الأمر من قبل ومن بعد، أنتِ إنسانة واعية متميزة قليل من هن أمثالك، وأنتِ مكسب لزوجك وعائلته، وقد خسرا كثيراً بعدم تقديرهم لك وتحميلك ذنب قدر ووضع ليس بيدك، وعند الله تجتمع الخصوم. فلا تخشي إلا الله وحده، واستمري في إنجازاتك، واستثمري وقتك فيما ينفعك، واستمري أيضاً في رحلة علاج قصيرة – بإذن الله – في عيادة طب نفسي، واستمري مع الدواء باستشارة طبيبة مؤقتاً، ثم يخف تدريجياً، ويوقف بأمر طبي، وخلال ذلك لا تسمحي لأحد أن يحط من قدرك أو يهينك، وزوجك واجهيه، وتحدثي معه في لحظات صفائه أنك لم تعودي قادرة على تحمل سلبيات وضغوط الآخرين، وانظري ردة فعله، وماذا سيفعل، والزوجة لا تحتاج من الرجل طيبته بقدر ما تحتاج فعله ومواقفه ورجولته ليكون سندها بعد الله. ومن الضروري أن تستخيري في أمر الطلاق؛ إن كان خيراً عليكما نسأل الله أن ييسره، وإن كان شراً فاسألي الله أن يصرفه عنك ويصرفك عنه، فمن استخار كان الله في طريقه، ومن كان الله في طريقه وفق. وشعورك وما تعانين منه من وجع نفسي تطور طبيعي، وسيذهب – بإذن الله – نفذي ما ذكرنا، واستعيني بالله دائماً، ولتحرصي على أذكار الصباح وقتها بعد الفجر، وأذكار المساء قبيل المغرب، فهي في وقتها حصن، وفي غير وقتها ذكر. استعيني بالله وأكثري من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ترفع بها الأهوال، وتحمل بها الأثقال، ويصلح بها الله الحال، وهي كنز من كنوز الجنة. وبعد أيام من فعل الأسباب اتخذي قرارك واشتري راحتك ونفسك، عوضك الله خيراً، وأعانك وشرح صدرك، ورفع ذكرك في الدارين، آمين.