لم أحمل وأخاف الطلاق * متزوجة منذ ثماني سنوات، ولم أحمل إلى الآن، وقد قمت بعمل كل الفحوصات، ولكن دون جدوى. وأخاف أن يطلقني زوجي لهذا السبب، فماذا أفعل. - الجواب: أختي الكريمة، تأملي معي قوله تعالى في سورة الشورى: «لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليمٌ قدير»فكل عطاء منه أو منع هو بعلمه سبحانه وتعالى وقدرته، ومن يعلم الخير لنا وما فيه مصلحتنا نحن أم من خَلَقَنَا؟ إن من تمام السعادة في هذه الدنيا هو الرضا بقضاء الله وقدره وإن كرهته أنفسنا، والمسلم لا يُشاك بشوكة إلا ويكفر الله تعالى عنه بها من الذنوب كثيراً، ويرفع درجته في الآخرة، فما ظنك وأنتِ تصبرين على هذه العاطفة المتوقدة بداخلك ليل نهار، وما أعظم أجرك وأنتِ تحتسبين الألم عند الله تعالى، وتصبرين على ما أنعم به عليكِ. ومن تمام الرضا بقضاء الله وقدره عدم اليأس، واستفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب. أنصح بإكمال مشوار العلاج دون كلل أو ملل. ويجب على زوجك القيام بالفحص أيضاً، ربما المشكلة من جانبه هو أيضاً، واعلمي أنكِ مأجورة إن شاء الله عند أخذك بهذه الأسباب؛ لأن الإسلام أمرنا بالتوكل، ربي يرزقكم الذرية الصالحة. زوجي لا يثق بنفسه * زوجي خجول جداً، و لا يثق بنفسه؛ فمثلاً ينزعج عندما يمر أمام الجيران، ولا يجرؤ أن يسلم عليهم، ولا يجرؤ أن يسأل إذا أراد أية معلومة. وهذا العيب يجعلني غير فخورة به؛ لأنني أشعر أنني متزوجة برجل لا أستطيع أن أعتمد عليه، وبدأت أبتعد عنه. ولا أدري هل تصرفي هذا أمر طبيعي أم لا ؟ -الجواب: أختي الكريمة: إن الخجل يعود لثلاثة أسباب، وهي: الوراثة، وفقدان المهارات الاجتماعية، والنظرة السلبية للنفس والذات. إن الخجل الشديد كمفهوم من الصعب جدا تحديده، ولكن يمكن وصفه بأنه نوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط إلى مشاعر رعب وهلع واضحة، تصنف في علم النفس تحت إطار أمراض القلق والتوتر، خصوصاً وأن النهاية الطبيعية للخجل الشديد هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع، وكلاهما من أهم الأسباب وربما نتائج مرض الاكتئاب، وهذا معناه بأن المصاب بالخجل الشديد سوف تتطور صحته النفسية للأسوأ. إن المصابين بالخجل الشديد لديهم حساسية مبالغ فيها اتجاه النفس وما يحدث لها، بحيث يكون محور الاهتمام والتركيز لديهم هو مدى تأثيرهم على الآخرين وكذلك نظرة الآخرين لهم، وبالتالي وبهذا التركيز على النفس الداخلية ومشاعر النقص والارتباك الذي يحدث لهم بحضور الآخرين أو عند التعامل مع الآخرين، فإن المصابين بالخجل الشديد يفقدون القدرة على الاهتمام والتركيز على الآخرين والشعور بمشاعر الآخرين، وبالتالي يزداد العزل الاجتماعي الذي يعاني منه الفرد المصاب بمرض الخجل الشديد. الخجل الشديد حالياً مشكلة اجتماعية منتشرة بشكل واسع، وبالتالي فإن خبراء علم الاجتماع ركزوا جهودهم على إيجاد وسائل وطرق معالجة هذه الظاهرة المرضية، وهناك عيادات متخصصة تعالج مشكلات الخجل الشديد باستخدام الطرق التالية: – تعليم وتدريب الأفراد المرضى على اكتساب المهارات الاجتماعية الفردية للاتصال والتفاعل مع الآخرين. – تدريبه على تولي زمام المبادرة في مساعدة نفسه على التخلص من الخجل من خلال الإقدام على أداء شيء معين.. إما يحب أن يقوم به، أو من الضروري القيام به، ولكنه لا يفعله لأنه خجول. زوجي بخيل جداً * زوجي بخيل بصورة غريبة جداً، فما الحل؟ - الجواب: في إحدى المشكلات الزوجية ، ادعت إحدى الزوجات أن زوجها بخيل، ولا يقوم بواجبه نحو مصاريف المنزل حق القيام، ولا يعطيها ما يكفيها من المال الذي تحتاجه. وبسؤال الزوج ومناقشته ، تبيّن أن الزوجة من أسرة ذات مستوى اقتصادي عال نسبياً عن أسرة الزوج، وأنها كانت قد تعودت في حياتها قبل الزواج على طريقة معينة في العيش والمصاريف، ودخل زوجها لا يكفي لسد احتياجاتها، وهذا ما دعاها لوصفه بالبخل والتقتير. هنا قد نلقي باللوم أولاً على الزوج الذي لم يراع عنصر الكفاءة في اختيار الزوجة، فظن أنها تستطيع أن تتعود على ظروفه وعلى طريقة عيشه الجديدة بسهولة. ولكن هيهات .. فكيف بمن عاشت سنوات طويلة بطريقة معينة، أن يغيرها الزوج بين يوم وليلة أو بين سنة وأخرى إلا من وفقها الله للخير. والخلاصة التي يتوصل إليها كل عاقل أن هذا الزوج ليس بخيلاً، ولكن زوجته لا تتحمل ظروفه، لذلك تنعته بالبخل لقصر ذات اليد، فتم نصح الزوجة بالصبر والتعود على طريقة العيش، وعلى تغير ظروف حياتها، فإن الزواج في بدايته صعب، والتعود على طريقة العيش الجديدة يحتاج إلى صبر، ولن تستمر الحال هكذا، إن الله جاعل لما ترى فرجاً إن شاء الله، وإن مع العسر يسرا. فعليك أيتها الزوجة المؤمنة بالقناعة، فإنها كنز لا يفنى، واعلمي أن الغنى غنى النفس، ولا تتطلعي إلى غيرك في أمور الدنيا، فإنها سرعان ما تزول، وتأكدي أنك تستطيعين أن تتأقلمي مع هذه الحياة الجديدة، وعليك بحسن التدبير والشكر لله تعالى { لئن شكرتم لأزيدنكم} فشكر الله تعالى يزيد من نعم الله عليك إن شاء الله. أما إذا كان الزوج قد رزقه الله رزقاً واسعاً فلا يبخل على أهله. فالزوج الذي يبخل على زوجته مما آتاه الله ولا ينفق عليها نفقة بالمعروف، فإنه يضيع حقها، وقد قال عليه الصلاة والسلام محذراً من مغبة هذا الأمر : ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت). يهددني بالطلاق * زوجي بين الحين والآخر يهددني بالزواج بأخرى أو الطلاق؛ وذلك بسبب إنجابي خمس بنات، أخبروني هل الأمر بيدي أنا أم ماذا أفعل؟ - الجواب: الأخت الفاضلة: إذا كان زوجك يهددك بالزواج أو بالطلاق بسبب إنجابك خمس بنات، فعليك- حفظك الله- مصارحة زوجك والحديث معه، بكل هدوء وحنان، وأثناء مصارحتك خوفيه بالله، وذكريه أنك لست السبب في ذلك، وأن هذه إرادة الله – عز وجل-، وقدره، ولعل الله أراد به خيراً، فكم من فتاة أفضل من كثير من البنين رحمة ومودة، وشعوراً بأهلها وبراً وخدمة، بيّني له فضل تربية البنات، وذكريه بالأحاديث التي تدل على ذلك، ويكفيك أن كثيراً من الأنبياء كانوا آباء للبنات، اشتري عديداً من الكتيبات التي تذكر برعاية البنات وفضل تربيتهن، وأهدي له هذه الكتيبات، واكتبي مع هذا الإهداء كلمات جميلة تلمسين فيها أحاسيس ودعوات له، مثل أن تقولي: «أسأل الله أن تكون هؤلاء البنات ستراً لك من النار إن أحسنت تربيتهن»، ويمكنك أن تخوفي زوجك من أن يأتيه ابن مشوّه أو مريض يشغله في حياته كلها، أو عاق سيئ يتمنى موته والخلاص منه والعياذ بالله، وفي المجتمع حالات كثيرة مثل ذلك، احرصي ألا يكون هناك طلاق، وإن أراد أن يتزوج فلا تمانعي ما دام أن الشرع أباح له ذلك، ولكن أوصيه بالعدل، وإن لم يعدل فاعلمي أن لك الأجر وعليه الإثم، كوني حكيمة في حل مشكلاتك، ولا تكوني متسرعة، فربما يكتب له ابن من امرأة أخرى يكون محرماً لبناتك وراعياً لهن، وابناً باراً لك، فلا تكرهي ذلك ولا تكثري لومه وعتابه، واعلمي أن أجرك عند ربك محفوظ، فعليك بالصبر والتصبر، وكظم الغيظ، ولن تجدي – بإذن الله تعالى- إلا سعادة الدارين، واشغلي نفسك بما ينفعك، ولا تجعلي همك تزوج أو لم يتزوج، والله – عز وجل- لا يضيع أجر من أحسن عملا. وفقك الله إلى كل خير، وأعانك على إيجاد حلول لمشكلاتك، والله يحفظك ويجعل لك من كل هم فرجاً.