بسم الله الرحمن الرحيم الأبناء -منذ الطفولة- يعانون من جفاف حياتهم مع والدين، هذا مشغول بالشِّلة أو الدنيا من عقار وسفر وجوال وغير ذلك، والأم مشغولة بالواتس واليوتيوب والصديقات والأسواق، والأطفال لا اهتمام بهم ولا مراعاة لمشاعرهم فينشؤون على حب الجهاز وحب الصديق بعد ذلك.. والجهاز فيه ما فيه من المصائب، والصديق كثير منهم صاحب ساحب إلى الشر، فانتبهوا يا رعاكم الله لأبنائكم وبناتكم، كونوا قريبين منهم دائماً كي يحبوكم فإذا أحبوكم صارحوكم بكل ما يعن لهم ويشغل بالهم وما يعترضهم في حياتهم.. والصراحة هي أعظم ما يكون بين الوالدين وأبنائهما، بها تحل مشاكلهم وتعلم بها الأخطار المحدقة بالأبناء بنين وبنات فتدفع عنهم قبل استفحالها، وأعظم من ذلك أن القرب من الأبناء يجعل نصائح الوالدين مسموعة مطاعة، فيحصن الأبناء في مواجهة مشاكل وأخطار الزمان، وقد قيل: الوقاية خير من العلاج. في غياب الحب بين الأبناء ووالديهم ينشأ التكتم عند الأبناء والسرية والغموض ويكونون صناديق مغلقة مبهمة أمام والديهم، صريحين مثرثرين مع أصدقائهم في الواقع أو عبر الشبكة، وكثير من الأصدقاء عقارب فتاكة. إن غموض الأبناء وتكتمهم مع والديهم من أعظم المشكلات، لأن الوالدين بهذا لا يعلمون شيئاً عن مشكلات أبنائهم، ومن ثم تتفاقم المشكلات وتصبح بعد ذلك مصائب تقع على رأس الولد أو البنت وعلى رأس الوالدين والأسرة والمجتمع ولكن بعد فوات الأوان، فكونوا قريبين من أبنائكم أصدقاء لهم يحبوكم ويثقوا بكم ويصارحوكم، وهذا بحول الله طوق نجاة الأولاد وسلامتهم من المصائب: مخدرات؛ لواط؛ زنا؛ خمور؛ تفجير وتكفير؛ إلخ وهي مصائب لم تعد خافية على أحد. تذكر أيها الأب أيتها الأم دائماً أن أبناءكم أعظم أمانة وأن الله سائلكم عنهم، وأنكم مسؤولون عن المصائب التي تحل بهم –لا قدر الله- فهي مما جنته أيديكم على هؤلاء المساكين الذين فرطتم فيهم، وقد قيل للذي غرق في النهر وهو يسبح على قربة مقطوعة: يداك أوكتا وفوك نفخ. يعني أنت المسؤول عما جرى لك، فكذلك أنتما أيها الوالدان مسؤولان عما يجري لأولادكما في الدنيا والآخرة. أسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا جميعاً من الفساد والضلال إنه قريب مجيب. علي التمني