فتاة في المرحلة الثانوية تهرب مع شاب تعرفت عليه عن طريق الهاتف بعد ان تطورت بينهما العلاقة واصبحت تخرج معه في اوقات متباعدة دون علم اهلها وعندما طلبت الفتاة من الشاب خطبتها تفاجأت برفض والدها فقررت الهروب مع الشاب ليتم القبض عليهما في قضية خلوة ويتضح انها هاربة معه من شهرين وان عليها بلاغ تغيب من والدها وتكون الفاجعة الكبرى ان هذه الفتاة الصغيرة يسكن في احشائها جنين في أشهره الاولى والد الفتاة حضر مسرعاً لاستلام ابنته عندما علم بالعثور عليها ودموع الفرح ودموع الخوف تسيطر عليه لتحصل المفاجأة في مكتب التوجيه والارشاد بسجن النساء بالملز والذي من اهدافه العناية بأولياء النزيلات وتقديم النصح والارشاد لهم وحثهم على الحرص على مولياتهم ومنصاحة النزيلات والحد من المشكلات التي تقع بين السجينة وأسرتها. «الرياض» في سلسلة تحقيقاتها حول خطورة تفشي مشكلة القضايا الاخلاقية وتورط عدد من الفتيات في (الزنا) بعد ضبطهن مع شباب سواء كن هاربات من أسرهن أو ضبطهن في استراحات وشقق مشبوهة التقت مع مدير التوجيه والارشاد بسجن النساء التابع لوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالعزيز محمد الجميعة الذي روى ل«الرياض» بعض القصص المؤلمة لفتيات اغواهن الشيطان ووقعن في احضان شياطين الإنس وتم ضبطهن في شقق وبيوت واستراحات خصصت للدعارة وحذر الشيخ عبدالعزيز الجميعة من مشكلة هروب الفتيات من بيوتهن بشكل ملحوظ وملفت للانظار مبيناً ان الجهات الأمنية اصبحت تتلقى بلاغات هروب أو تغيب بعض الفتيات عن أسرهن وان بعض الأسر تتكتم وتتحفظ على هروب بناتها خوفاً من الفضيحة وانتشار الخبر يقول مدير مكتب التوجيه والارشاد بسجن الملز ل«الرياض» عن مشكلة تورط النساء في بيوت الدعارة وعلاقتها بمشكلة هروب الفتيات. من خلال عملنا في التوجيه والارشاد في سجن النساء لطيلة الخمس سنوات الماضية يزعجنا ويقلقنا تزايد ظاهرة هروب الفتيات من بيوتهن بشكل ملحوظ وملفت للانظار وهي ظاهرة ليست بالغريبة أو مقتصرة على مجتمعنا فقط بل هي حادثة دخيلة على مجتمعنا السعودي المحافظ، فكثيراً ما كنا نسمع عن حوادث هروب وتغيب الفتيات سواء في المجتمعات العربية أو الإسلامية والتي قد تترافق مع تفاصيل اغلبها مأساوي قد يكون فيها القتل والانحراف وادمان المخدرات والتشرد وبالاقل منها التسول ولكن الغريب ان نشهد تكرار هذه الحوادث في مجتمع محافظ متمسك بتعاليم دينه معتزاً كثيراً بمبادئه وقيمه الاخلاقية فلابد لنا من وقفة جادة عند هذا الموضوع الذي اصبح هاجس يؤرق المسؤولين والآباء والامهات والأسرة والمجتمع ويخيم في عقول بعض الفتيات واصبحت الجهات الأمنية تتلقى بلاغات هروب أو تغيب عن بعض الفتيات من قبل بعض الأسر بدافع الخوف والقلق عليها وكثيراً من الأسر تتكتم وتتحفظ على هروب بناتهم خوفاً من الفضيحة وانتشار الخبر لتليها خطوة التبراء منها نهائياً وهذا امر خطير جداً وفي كل الحالات ستلحق الفضيحة أسرة الفتاة الهاربة ولترسم على وجوههم المهانة وماذا سيجنيه؟! لن يكون حالها بأفضل من حال أسرتها المسكينة ستعيش هائمة مشردة في الطرقات عرضة للذئاب البشرية الذين سيوقعونها في الرذيلة والمخدرات هذا كله واكثر وانها عندما هربت وتركت أسرتها خلفها فكرت في نفسها ولم تفكر ماذا خلفت وراءها من فضيحة وألم ومهانة ولم تفكر عندما دخلت نفق الهروب المظلم والذي سوف تمشي فيه وظناً منها انه هو الحل الامر تريد لم يتحقق أو امر ترفض ان يتحقق أو واقع ترفض ان تتعايش معه اخذت تتلمس النور وبصيص الامل فالنور وشعاع الشمس الساطع لايدخل تلك الانفاق المظلمة وكلما اوغلت في هذا النفق ازدادت الظلمة وتاهت في سراديبه المعتمة يخيل اليها تصاوير اشباح مخيفة وبأشكال مروعة وتسمع اصوات ذئاب بشرية تعوي وتناديها بالاستمرار في المسير لكي تخدع ولكي لاتعود الى محضنها ومكانه الصحيح صدر امها الحنون وحضن والدها الرحوم اللذين ينتظرانها على احر من الجمر لتعود الى بيتها من جديد وتنسى الماضي بحلوه ومره وتبدأ صفحة بيضاء ناصعة في طريق الهداية والطاعة والحب الصادق والحنان المتدفق والاطمنان والراحة والسعادة الحقيقية. والحق ان لظاهرة هروب الفتيات من أسرهن اسباباً متعددة ومتنوعة لكن هذه الاسباب تندرج في مستويين. المستوى الاول: ويمثله الاسباب العامة وهي اسباب عامة الى هروب روحي أو مادي أو للحالتين معاً. المستوى الثاني: يتعلق بحالة المحددة في هروب الفتاة من أسرتها أو انفصالها. ان من بين الاسباب العامة لظاهرة هروب الفتيات من أسرهم: 1- عدم اعتناء الآباء والامهات بتنشئة بناتهم التنشئة الدينية الصحيحة وتعليمهم القيم السائدة في المجتمع يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس احد من امتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث اخوات فيحسن اليهن إلا كن له ستراً من النار). 2- التفكك الأسري الذي قد يكون سبب الخلافات الدائمة بين الوالدين أو بسبب الانفصال أو طلاق الوالدين وعيش الفتاة مع زوجة الاب أو زوج الام وهو ما يمكن ان يؤدي الى اختلال خطير في بعض الاحيان في العلاقات الأسرية وغالباً فان الفتيات يكن اكثر تأثراً في ذلك من الاولاد. 3- الفراغ العاطفي لدى بعض الفتيات حيث ان بعض الأسر لاتهتم بملئ هذا الفراغ بالحب والمودة والرحمة فالفتاة تحتاج للحب والحنان صغيرة وتزداد تلك الحاجة عند البلوغ وما بعدها فعندما لاتقوم الام بدورها تجاه بنتها بأن تكون اماً وصديقة في نفس الوقت عندما يتطلب الموقف ذلك لتكسر الحواجز بينها وبين بنتها في حالة وجود مشكلة ما قد تتعرض اليها اي فتاة في مثل هذا الزمان فإن لم تقم الام بهذا الدور فقد يقوم به شخص آخر وقد يكون من يريد ان يصطاد في الماء العكر يهددها باشياء بحوزته وانه سوف يخبر اهلها فتصدق تهديده وتخشى المواجهة فتهرب. 4- عدم تزويج الفتاة من الكفء الذي ترضاه أو تزويجها عن غير الكفء الذي لا ترضاه. 5- صديقات السوء يستطيع الاهل النظر في رفيقات الفتاة من خلال مقابلتها شخصياً أو بسؤال المدرسة ومن متابعة حديث الفتاة الهاتفية معهن بشكل غير مباشر لكي لاتقع فريسة لصديقات السوء فتوقعها في مشكلة أو علاقة محرمة ثم تخشى الفتاة من انكشاف امرها فتقرر الهروب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لايعدمك من صاحب المسك اما ان تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة). 6- التقليد الاعمى لوسائل الاعلام لعبت وسائل الاعلام دوراً كبيراً في تغيير افكار فتياتهن من خلال احاديث الفنانات التي دائماً تشير الى ان سبب نجاحها الهروب من منزل أسرتها لتحقيق رغباتها الشخصية وايضاً من عرض المسلسلات الاجنبية التي لاتتفق مع تعاليم ديننا حيث تزين لهن الحرية والانطلاق في العالم الخارجي دون قيود وتسهيل العلاقات المحرمة وكيفية الخيانة والتمرد على القيم والتقاليد الاجتماعية وتصور للفتاة انها مضطهدة ومحرومة واسيرة ومحكومة وانها مسلوبة الحقوق فتصدق ما تراه تلك الفتاة وتريد ان تطبق ما رأته وما سمعته وما قرأته فتصدم بواقع تريد الهرب منه. 7- هامشية دور المشرفة الاجتماعية في المدارس لكون الفتاة تقضي وقتاً طويلاً في المدرسة وتتشكل شخصيتها من خلال عالمها المدرسي فان الاجدر بمن تتولى مهمة الاشراف المدرسي تفعيل دورها وتطويره من خلال عقد الدروس والاجابة على استفسارات الفتيات النفسية وحصر الفتيات المشاكسات وتلقي برنامج حواري فعال. 8- التدليل الزائد هو سلاح ذو حدين فسريعاً ما تصاب الفتاة بالملل من حياتها الرتيبة في نظرها وتنشد الاثارة من خلال اقتحام المجهول. 9- غياب الرقابة المنزلية بداعي الثقة وفتغيب الرقابة عن الفتاة فتصبح اداة لاهل السوء على كافة مراتبها سواءً في المنزل أو خارجه. 10- سقوط الفتاة في المعاكسات والتساهل مع الشباب الذين يكونون هم من يقوموا بتشجيع الفتاة على الهروب والتغيب عن المنزل ففي البداية تكون خلوة في مكان ما ثم تستدرج بتصويرها وتسجيل محادثتها ثم تهديدها لتحقيق ما يريدون ومنهم من اعد اوكاراً لايواء الهاربات وتخصص في ذلك عليهم من الله ما يستحقون. يقول الله تعالى {يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وعن انواع الهروب يقول عبدالعزيز الجميعة للهروب انواع اذكر منها: 1- هروب معنوي: وهو الاكثر شيوعاً وذلك لطبيعة المجتمع المحافظ ولخوف الفتاة من الأسرة وتنعزل الفتاة نفسياً وتبقى في غرفتها مدة طويلة حيث تجعل لنفسها عالماً آخر من خلال الاحاديث الهاتفية أو المحادثة عبر الانترنت لتملأ هذه المحادثات عقلها ووجدانها ويطمئن الوالدان بأن ابنائهم وبناتهم يواكبون العصر امام شاشة الكمبيوتر وهذا بنظرهم آمن من الخروج الى النزهات وقد تستيقظ الأسرة على فاجعة هروب الفتاة. 2- هروب مادي: حيث تقذف الفتاة بكل المادي والفضائل التي نشأت عليها وتنساق وراء رغباتها التي تقودها في الغالب إلى الرذيلة. وعن الجهود التي يبذلها مكتب التوجيه والارشاد بسجن الملز في مواجهة مشكلة تورط الفتيات في قضايا اخلاقية واعادة اصلاحهن يقول الجميعة ل«الرياض»: الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله ودليلاً على عظمته وحكمه والصلاة والسلام على خير انبيائه ورسله. يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}. قد يقف المسلم مكتوف اليدين يحاول اعانه من زلت بهن الاقدام وغفلن عما خلقن له وقصرن في حق خلقهن واثقلتهن الذنوب والخطايا وضاقت بهن الارض بما رحبت ورست سفن معاصيهن بعد عاصفة القت بهن في غيهب السجون وحيدات فلا اهل ولا ابناء ولا زوج ولا اخوان تصارع الهموم وتخنقها العبرة تنظر على استحياء وخجل وخوف لمن يأخذ بيدها الى بر الامان ويبين لها سعة رحمة الله عز وجل وان باب التوبة مفتوح للتائبين والتائبات ويضيء لها شمعة الامل لمستقبل اكثر طمأنينة وراحة وسعادة ويدلها الى طريق الرشاد والهداية والصلاح ومن هنا أتت فكرة انشاء مكتب للتوجيه والارشاد داخل سجن النساء التابع لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وتم افتتاحه في شهر محرم لعام 1421ه . ومن أهداف إنشاء هذا المكتب إقامة المحاضرات والدروس والندوات والدورات الشرعية والعلمية داخل السجن بشتى اللغات مباشرة او عن طريق الهاتف مع كبار العلماء او الدعاة والمترجمين وعقد المسابقات الدينية والثقافية. ونشر الدين الاسلام والدعوة اليه بين غير المسلمات وتصحيح عقائد المسلمات ونصحهن عندما تظهر مخالفة شرعية وزيادة الوعي بين النزيلات وحثهن على الاستقامة. والرد على الفتاوى والاستفسارات التي ترد من النزيلات او العاملات بعد عرضها على العلماء. واعانة ادارة السجن في كل ما يخدم برامجهم الاصلاحية وكل ما من شأنه صلاح واستقامة النزيلات ومحاولة التقليل من دخول صاحبات السوابق بحل مشاكلهن مع اهاليهن ولاصلاح بينهم. والعناية بأولياء النزيلات وتقديم النصح لهم وحثهم على الحرص على مولياتهم ومناصحة النزيلات الداخلات الجدد وخاصة السعوديات بعد التحقيق معهن ومناصحة أوليائهن قبل استلامهن وحثهم على المحافظة عليهن والاحسان لهن واعانتهن على التوبة وتوزيع الكتيبات والمطويات والاشرطة النافعة على النزيلات وعلى اولياء امورهن بعد الخروج وعلى الزوار اثناء الزيارة للرجال والنساء. والتصدي لبعض الظواهر الاجتماعية السلبية والدخلية على مجتمعنا المحافظ والمشاركة في ايجاد الحلول والاقتراحات المناسبة. وهذا المكتب يعفو برعاية السجينات واسرهن وذلك بالاصلاح بينهن وبين اوليائهن وذلك بزيارة اولياء النزيلة حال رفض البعض منهم استلام موليته وتذكيره بالله والاحسان اليها وان يكون يداً حانية وسبباً في ثباتها على الاستقامة ومعيناً لها لتسلك طريق الرشاد كما يولي المكتب اهتماماً كبيراً بقضايا هروب الفتيات نظراً لأهمية هذا الموضوع وهو في الغالب بداية النهاية بالنسبة لمستقبل الفتاة فلو بحثنا في اسباب وقوع الفتاة في القضايا الاخلاقية ومنهن من اصبحن صاحبات سوابق لوجدنا ان اول مشكلة وقعت فيها الفتاة مشكلة الهروب مع الشباب الذين شجعوها واستدرجوها للهوب او التغيب عن المنزل ومن هذا وجدنا ان هذه الظاهرة تستحق العناية والدراسة والتركيز في ايجاد الحلول ومعرفة الاسباب ولذلك يقوم المكتب بتقديم النصائح والتوجيهات الارشادية للفتاة واهلها لكي لا يتكرر الهروب اكثر من مرة خشية على الفتاة ان تكون صاحبة سوابق في المستقبل. فبحمد الله كانت فكرة فأصبحت حقيقة ولقينا الدعم والمساندة والتشجيع من قبل معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد والمسؤولين بالوزارة وفقهم الله وكذلك من قبل المسؤولين بالادارة العامة للسجون وعلى رأسهم سعادة مدير عام السجون وسعادة مدير سجون الرياض وفقهم الله وسعادة مدير الشؤون الدينية وسعادة مدير قسم سجن النساء وما زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز للمكتب اثناء زيارته التفقدية للسجون لعام 1422ه إلا دليل على حرص ولاة امر هذه البلاد على الاصلاح داخل السجون وحثنا على بذل المزيد من الجهد تجاه اخواتنا المسلمات في هذا المكان للأخذ بأيديهن الى طريق الرشاد ودعوة غير المسلمات منهن للاسلام كما نشكر مشايخنا الفضلاء على تشرفهم بزيارة المكتب وعلى رأسهم سماحة الشيخ صالح الفوزان وفضيلة الشيخ محمد الركبان وفضيلة الشيخ عبدالله المطلق اعضاء هيئة كبار العلماء وفقهم الله لكل خير فيعتبر تشريفهم والقاؤهم المحاضرات بالمكتب دعماً معنوياً وتشجيعاً لنا للمضي في النهج السليم بالدعوة والنصح والتوجيه والارشاد في مثل هذه الاماكن الخصبة للدعوة والاصلاح فلهم منا خالص الشكر والثناء على هذا الدعم والتشجيع والمتابعة الذي أثمر بتوفيق الله تعالى حيث تم معالجة الكثير من القضايا وتم دمج بعض الفتيات اللواتي وجد عندهن انحرافاً مع أسرهن والمجتمع واصبحن بفضل الله فتيات صالحات مصلحات يسهمن في بناء هذا الوطن وعدن لدورهن الطبيعي والصحيح والمرجو من بنات هذا الوطن المعطاء امهات ومربيات اجيال. وبين مدير مكتب الدعوة والارشاد بسجن النساء ل «الرياض» بعض المخاطر التي تتعرض لها الفتاة بعد هروبها من أسرتها ووضعها في عدة أمور ومنها استدراج الفتيات الهاربات وحبسهن في شقق او استراحات بعيدة من قبل بعض المجرمين وايقاعهن في الفواحش والاغتصاب والعياذ بالله. قال الله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}. واستغلال الفتاة الهاربة من بعض النساء الفاسقات بالقوادة عليها مقابل مبالغ مالية وضياع الدين والشرف والعفة وهذا اغلى ما تملكه الفتاة وكذلك ضياع المستقبل التعليمي ووقوع الفتاة في جريمة الحمل الحرام (السفاح) او اصابتها بالامراض المعدية (كالايدز) وسقوط الفتاة الهاربة في المخدرات والمسكرات استخداماً ومن ثم ترويجاً والعياذ بالله والفضيحة التي سوف تلحق بأسرتها من أم واب واخوة واخوات متزوجات وغير متزوجات فتجني عليهم جميعاً ونبه الجميعة الى بعض اساليب علاج هذه المشكلة ومنها: زرع الوازع الديني في قلوب الابناء وذلك بالتربية الاسلامية الصحيحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكرهوا البنات فإنهن المجهزات المؤنسات)، وقال ويعلم اهله ما عسى لا تعلمه من احكام العشرة وان رآها مقصرة في العبادة حملها منها على ما تخرج به من حد التقصير وبصرها منها ما تجهله او اذن لها في اتيان من يبصرها ذلك. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}. واقتراب الأم من ابنتها برفق وجمعها بين اللين والحزم مع المراقبة بالطريق غير المباشرة وغالبية ما تقع في هذا التقصير الامهات العاملات لابتعادهن عن بناتهن فترات طويلة وهذا الحديث الذي يدل على عظم الاحسان للبنات من الام. عن عائشة قالت: (جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة فأعطيتها اياها فأخذتها فشققتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئاً ثم قامت فخرجت هي وابنتاها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بقية ذلك فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن اليهن كن له ستراً من النار). ولتعلم كل أم ان بنتها اذا كبرت واصبحت فتاة ثم امرأة فهي مصنع (الحب) واشاعته وعلى قدر تربيتها في الصغر وحسن تنشئتها يكون حبها الذي تفيض به صافياً وعظيماً يدفع الآخرين للنجاح في صناعة الدنيا والتميز، ومما يميز (الحب الامومي) انه لا يضع شروطاً للحب ويعطي من غير مقابل وهو أساس كل مشاعر الحب الاخرى والتي تشكل حماية وامن للانسان، ومما يعجب ان عدد من الفتيات الهاربات قد حرمن من الحب والعاطفة من الام. نعم ان (حب الام) لا يساويه شيء ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، ولهذا جعل النبي جزاء من يحسن تربية البنات الجنة ويصبر عليهن لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلابد ان نهتم كأسرة بالبنات لنساهم في استقرارهن وسعادتهن دينياً واجتماعياً وصحياً ونفسياً، ولا نستغرب مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - (للحب الامومي) عند نساء قريش حيث قال فيما يرويه البخاري: ان خير نساء ركبن الابل صالح نساء قريش: (أحناه على ولد في صغره)، (وارعاه على زوج في ذات يده). ونلاحظ هنا ميزة صالح نساء قريش (الحب والعطف والحنان) - سواء على الولد او على الزوج. واني اقول هذه الكلمات بعد مقابلة مجموعة فتيات اثناء مناصحتهن كنت استمع لشكواهن من سوء تربيتهن والتقصير الواضح في تنشئتهن الدينية واهمال احتياجاتهن النفسية والعاطفية من قبل الاسرة. فكم ساعة نخصصها للجلوس مع بناتنا؟ والحوار معهن والطبطبة على اكتافهن انها لحظات مهمة لا تنسى من شريط الذكريات للبنات، ولهذا روى لنا التاريخ ان اخت النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة وتدعى الشيماء كانت تغني له في طفولته وتقول: يا رب ابق لنا محمداً حتى أراه سيداً مسوداً وأعطه عزاً يدوم أبداً ويجب علينا ايضاً مراعاة التركيبة النفسية والهرمونية للفتاة وخاصة عن الامتحانات والدورة الشهرية ونشر الوعي الاجتماعي للآباء والأمهات في كيفية التربية الصحيحة واسلوب التعامل مع البنات في زمن التغيرات التي نعيشها وذلك ان يتعرف كل أب وأم في فهم ما يدور حوله وكيفية التعامل السليم مع تلك المتغيرات وحث الام بأن تقوم بدورها تجاه بناتها وان لا تترك مجالاً او فراغاً تدخل من قبله الشرور على بناتها وان تسأل الام عن صديقات بناتها وتفعيل دور الاخصائية الاجتماعية في المدارس والكليات وقيام المدرسة بابلاغ الاسرة عند تأخر الفتاة او تغيبها عن المدرسة في حينه. ودور الإعلام الهادف في محاربة المخدرات والمعاكسات الهاتفية. ويجب على المختصين بالنواحي الاجتماعية بدراسة هذه المشكلة دراسة مستوفية لجميع الفئات العمرية ووصف الحلول للتقليل من هذه المشكلة وكذلك تفعيل دور المركز الاجتماعية ووحدات الارشاد بوزارة الشؤون الاجتماعية والتعريف بدورها وكيفية الاتصال بتلك المراكز والوحدات الارشادية الاسرية والحث على التكافل الاجتماعي بين الاسر والابناء والاخوة والاخوات وزرع المحبة والالفة فيما بينهم لتحقيق الانتماء الاسري. والتركيز على البرامج التوعوية بخطر الطلاق على الفرد والمجتمع وما ينتج عنه من ضياع للابناء والبنات. ووجه مدير مكتب التوجيه والارشاد بسجن النساء كلمة للفتيات قائلاً: تذكري اختي الفتاة هذه الآية الكريمة قال تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً} وقوله تعالى {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} وتذكري انه لا يدخل الجنة عاق لوالديه فهروبك هو معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو عقوق لوالديك وفضيحة يجب عليك لكي نعالج هذه المشكلة فإنه يجب على كل فتاة اقدمت على الهروب: ويجب على الفتاة اتخاذ قرار جريء وشجاع وعدم التسويف في الرجوع فوراً الى المنزل وألا تترك الدقائق والثواني تمضي فكلما طال وقت عدم عودتها ازدادت المشكلة تعقيداً وصعوبة، واللجوء الى اقرب قريب من محارمها (كجد او عم او خال او اخ) في حالة عدم استطاعتها العودة الفورية للمنزل لحل المشكلة. واستشارة المختصين بالنواحي الاجتماعية بمراكز الارشاد الاسري او المشايخ لتقديم النصح والارشاد والتوجيه لحالتها. والحذر من طلب المساعدة ممن ليس اهلاً لها او طلب المكوث عند من لا يحل لها المكوث معهم واحذري الذهاب مع أحد الى منزله واخص بذلك الشباب الذين لهم حظ الاسد في ايواء الفتيات الهاربات واستغلالهن بل يصل بهم الحد ان يهدي كل واحد منهم تلك الفتاة الى صديقه والصديق الى آخر وايضاً احذري من كل امرأة تعرض عليك خدماتها او تطلب منك السكن لديها فقد تكون هذه المرأة ممن تستغل الفتيات وتوقعهن في الرذيلة مقابل مبالغ مادية تأخذها والعياذ بالله. ويروي مدير مكتب التوجيه والإرشاد بسجن النساء بالملز التابع لوزارة الشؤون الإسلامية بعض القصص التي تعامل معها مع سجينات تورطن في قضايا الزنا وتم حبسهن حيث يقول عبدالعزيز الجميعة: هذه القصة يتضح فيها تقصير الأهل في تنشئة بناتهم التنشئة الدينية الصحيحة وتعليمها القيم السائدة في المجتمع ويتضح فيها التفكك الأسري وأثر الطلاق على الفتاة والفراغ العاطفي بعد الطلاق وتزويج الفتاة بغير الكفء وغياب الرقابة وتخلي الأهل عن المسؤولية وصديقات السوء اللائي كان لهن لأثر في استمرارها في الانحراف بل وتشجيعها على الهروب المعنوي والهروب المادي وإليكم القصة. تقول صاحبة القصة تم تزويجي من رجل يكبرني سنا ثري ولديه أموال طائلة وبعد الزواج بأيام اكتشفت أن هذا الرجل يتعاطى المسكرات ونظراً لتقصير أهلي في تنشئتي التنشئة الإسلامية الصحيحة لم أنكر على هذا الزوج ما يفعله أمامي ولم ابلغ أهلي بذلك ونظراً لكوننا نعيش بعيداً عن أهلي وانقطعت عنهم وانقطعوا عني فقليل من يسأل عني وعن أحوالي مع هذا الزوج ومع الوقت تكسرت الحواجز والقيم بيني وبين هذا الزوج وشيئاً فشيئاً تأثرت بما اسمعه وما استنشقه بل وما ألمسه وتطورت حال هذا الزوج إلى أن يطلب مني أن أولع له السيجارة واسكب له المسكر وكانت الطامة انه أوقعني في عادة التدخين ثم أوقعني في تعاطي المسكرات استمرت حياتي معه سنة ثم طلقني بعد خلافات ومشاكل معه وهذه النتيجة ليست بحادثة غريبة فلا مودة ولا رحمة ولا مخافة من الله من الجميع فهذا أقل شيء أتوقعه رجعت إلى أهلي مكسورة نادمة على ضياع عمري وذلك الثراء والعز الزائف رجعت بعد أن كنت أملك قصراً فارهاً ومجوهرات وحلي لا تقدر بثمن وملابس من أفخم الماركات لأرجع في غرفة صغيرة في بيت شعبي في حي متواضع جداً كانت صدمة لي انه واقع جديد يفرض عليّ لا أستطيع التعايش معه بعد سنة من طلاقي من ذلك الزوج توفاه الله فأحسست بالمرارة والإحباط إنني لم أخرج من هذا الزواج إلا بالحسرة والندامة اخذت انزوي في غرفتي ساعات طويلة وأكثر النوم فلا صلاة ولا عبادة ولا استغفار ولا ذكر غرفتي مأوى للشياطين المصيبة أن أهلي لا يسألون عني ولا يقومون بواجبهم تجاهي وتخلو عن مسؤوليتي فأخذت أبحث عن وظيفة لاخرج مما أنا فيه فوجت عملاً في مكان مختلط تعرفت فيه على نساء هن على شاكلتي تطورت العلاقة بيننا إلى الزيارة المتكررة لهن في منازلهن فلا تسأل عن تلك الجلسات فوجدت البديل الذي كنت أبحث عنه المال والسهر وتعاطي المسكرات ولسوف تسألني كيف تتعاطين هذه الأشياء ولم يعلم أهلك بك؟؟ أقول لك عندما أريد أن أتعاطى تلك المسكرات ازرع مشكلة في المنزل ثم في غفلة من أهلي أخرج وأذهب إلى تلك النسوة لمدة يوم أو يومين ثم اعود معتذرة أنني كنت عند صديقة لي ولكن تلك النسوة قمن بتعريفي بشاب اخذت اخرج معه في أوقات متفرقة قدر الله أن قبض علينا في قضية خلوة فنكشف كل شيء وها أنا خلف القضبان بعد أن رفض أهلي استلامي لقد عرفت الحقيقة التي كانت غائبة عني طيلة عمري انها حقيقة العلاقة مع الله والخوف منه والرجاء لما عنده وهو القائل في محكم التنزيل {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} أنا ضحية سوء تربية ضحية تزويجي من رجل غير كفء ضحية رفقة سيئة أعانتني في الاستمرار في طريق الشر أن عزائي أنني لا زلت على قيد الحياة وان هنالك فسحة والله غفور رحيم وخير الخطائين التوابون وقد أكون محتاجة لمثل تلك الصعقة لكي افيق من تلك الغيبوبة وأجدها فرصة لاكفر عن تلك الذنوب والخطايا وأقدم نصيحة لبنات جنسي وأقول لهن اخواتي ان اغلى ما تملكين هو الدين ثم السمعة والعرض فلا تسمحي لأحد أن يسرق منك دينك ويسلب منك سمعتك وعرضك ويجعلك سلعة رخيصة ولقمة سائغة في أفواه الناس صدقيني لم اكن مقتنعة ان الحل هو الرجوع إلى الدين والمحافظة على القيم والادب إلا بعد أن فقدتها في وقت ما عشت فيه الذل والمهانة والاحتقار من العصاة لم اجد طعم الراحة والطمأنينة إلا بعد أن اصلحت الذي بيني وبين الله وارجو من الله أن يصلح ما بيني وبين أهلي لاعود امرأة صالحة مصلحة اسهم في جمع أهلي على طاعة الله ارجو أن تكون هذه القصة عظة وعبرة لا تتخلوا عنا ولا تتركونا بين القضبان ولا تحتقرونا بعد أن نخرج من هذا المكان فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. ويذكر مدير مكتب التوجيه والإرشاد بسجن النساء قصة أخرى تعامل معها المكتب حينما هربت فتاة تدرس في المرحلة الثانوية مع عشيقها دون علم والدها وحملت منه حيث يقول هذه فتاة تدرس في المرحلة الثانوية تعرفت على شاب عن طريق الهاتف وتطورت تلك العلاقة إلى الخروج معه وفي أوقات متباعدة وتحت الحاح تلك الفتاة على ذلك الشاب بالتقدم إلى أهلها لخطبتها تفاجأت برفض والدها التام لذلك الشاب الأسباب منها أنه لا يصلح لها وانه لا يصلي وسمعته سيئة في الحي الذي يسكنه فما كان من تلك الفتاة إلا أن تقرر الهرب معه ليتم القبض عليها مع ذلك الشاب في قضية خلوة ويتضح أنها هاربة معه منذ شهرين وانه عليها بلاغ تغيب من والدها المسكين وتكون الفاجعة الكبرى يتضح أن هذه الفتاة الصغيرة يسكن في أحشائها جنين في أشهره الأولى طلب مني مقابلة تلك الفتاة لخوفها الشديد من والدها بعد أن علمت أنها حامل من ذلك الشاب قابلتها وهدأت من روعها ووعدتها بأن أقابل والدها وأتباحث معه في هذا الموضوع ومن الغد حضر والد الفتاة بعد أن بلغ بالعثور على ابنته حضر مسرعاً تتخالط دموع الفرح ودموع الخوف تملأ وجنتيه مطاطء رأسه يخشى أن يراه أحد يعرفه يحس بغصة في حلقه وحشرجة في صدره عندما يسأل ما صلة قرابتك بالفتاة ماذا يقول وقد وهن عظمه واشتعل الرأس شيبا ماذا يرد بعد هذا العمر بماذا يجيب أيقول بنتي أيقول فلذة كبدي أيقول نور عيني أيقول شعرة قلبي قالها ولكنها تحرج ابنتي وانهمر بالبكاء، أسف عليه الجميع فقمت باصطحابه إلى مكتب لتوجيه والإرشاد وتم تذكيره بالله وانه هذه الدنيا لا يسلم أحد من مصائبها واخبرته أن هذه البنت أمانة في عنقه والواجب عليه الآن أن يفكر في كيفية تجاوز هذه المصيبة وطلبه أن يقف مع هذه البنت في هذه المرحلة الخطيرة فنحن نخشى عليها أن يوصلها الشيطان إلى طريق مسدود وطلبت منه أن يقابل ابنته ويتحدث معها فحالتها النفسية منهارة جداً فسبحانه الله كم قلب الأب كبير كم قلب الأب رحيم لقد نسي ألمه وأحزانه وقال وهل ساستحمل ان أراها بهذه الحال قلت له اصبر وما صبرك إلا بالله سيعينك الله وادعو الله أن يقويك تمت المقابلة فاخذت الفتاة تقبل يد والدها وهي تبكي وبحرقة والأب ينظر إليها بشفقة ورحمة يتخيل كيف سيكون مستقبل تلك البنت يتخيل ذلك الجنين ما مصيره وما مصير ابنته وماذا سيقول لاخوانها واخواتها والناس وأين سيذهب بها بعد خروجها وهل سيكون هذا الطفل معها اسئلة كثيرة جداً تدور في رأس هذا الأب المسكين المشفق بقيت هذه الفتاة حتى انجبت ثم خرجت هي إلى بيت أبيها والطفلة إلى دار حضانة الأطفال هذه نتيجة العلاقات المحرمة هذه نتيجة الثقة بالشباب الذين يتبرأون من ضحيتهم انها قصة مؤلمة فاحذري اختي الفتاة أن تنخدعي بالكلام المعسول وتتهاوني بالعلاقات أو الخلوة بالرجال الأجانب واحذري التقليد الاعمى لما ترينه على الشاشة الفضية وما يعرض فيها من برامج تجعل الفتاة تتمرد على القيم والأخلاق. ويذكر مدير مكتب التوجيه والإرشاد بسجن النساء بالملز عبدالعزيز الجميعة بعض الخطوات التي يجب على الأسرة أن تقوم بها عند تورط إحدى بناتها في الهروب من المنزل والوقوع في مشكلة جنسية فهنالك دور كبير على الأب وعلى الأم وعلى الفتاة الهاربة: يجب على الأب استخدام الأسلوب الأمثل في جلب تلك الفتاة للعودة للمنزل وذلك بعدم التهديد بالضرب أو الحبس في غرفة أو اطلاق العبارات القاسية في حالة قيامها بالاتصال بالهاتف عليهم بعد هروبها لتستطلع الموقف لتقرر العودة من عدمها فلا تخيب ظن ابنتك في قلبك الكبير الذي هو عندها الملاذ الأكبر من كل قسوة في الحياة. وعلى الأب أن يحمد الله ويشكره على منه وفضله فعودة بنته نعمة كبيرة انعم الله بها عليه تستحق الشكر والثناء ومن شكر الله الإحسان لتلك البنت التي أمر بالإحسان إليها وتربيتها التربية الإسلامية التي يرضاها الله. أما الأم فيجب عليها عدم تخويف البنت بأنه سوف يعاقبها أبوها إذا رجعت أو أنه سوف يفعل بك كذا وكذا بل تطمئنها وتراضيها وتدعو لها وتذكرها بأجمل المواقف والأيام. وعلى الأم أن تحمد الله على سلامة بنتها وعودتها إلى حضنها ومن شكر هذه النعمة الإحسان لبنتها وإحسان تربيتها وتفهم نفسيتها لتكون ستراً وحجاباً لها من النار. أما الفتاة الهاربة بعد القبض عليها فيجب عليها أن تحمد الله على ما قدر وأن ما حدث من دخولها السجن ليحفظها الله من أمر أعظم وان هذه المأساة توقفت عند هذا الحد ولم تتطور لأمر أعظم من ذلك. يجب على الفتاة قبل العودة إلى منزلها العودة إلى الله بالتوبة إليه وفتح صفحة جديدة وناصعة مع الله ثم مع النفس ثم مع الوالدين والأسرة والمجتمع وأخذ العهد بعدم العودة للذنوب والخطايا وكل ما يغضب الله ويكون سبباً في عقوق الوالدين. والاستعداد لمواجهة أي موقف أياً كان وتحمل المسؤولية وعدم الضعف وتغليب المصلحة على المفسدة والتفكير في المستقبل. ويجب على الفتاة أن تتخذ قرار بتغيير أسلوبها وطريقة تعاملها السلبي مع نفسها ومع والديها في المستقبل. وعلى الفتاة مصارحة والدها وبكل صدق عن السبب الرئيسي الذي جعلها تقرر الهرب لتصحيح الأخطاء والأساليب المتبعة في تربيتها من قبل الأم والأب أو الأسرة. ويضيف الجميعة أن دور أسرة الفتاة الهاربة عظيم وكبير ومهم جداً يستلزم أن يعرف كلا بدوره وواجبه تجاه الثاني، فالأب عليه فور تلقيه خبر العثور على ابنته أن يحمد الله على ما قدره وكتبه اخبار الأم بذلك وأن يعقد جلسة عائلية عاجلة لمن يعنيهم الأمر وخاصة من لهم دور في هروبها لتقديم النصائح والتوجيهات لتصفية القلوب لكي يتحمل الجميع المسؤولية لما وصلت إليه بنتهم ويتذكر حديث حبيبه محمد وهو يوصيه بقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات فصبر على لاوائهن وضرائهن ادخله الله الجنة برحمته اياهن، فقال رجل: وإن بنتان يا رسول الله؟ قال: وإن بنتان، قال رجل: وإن واحدة يا رسول الله؟ قال: وواحدة». وعلى الأم استقبال ابنتها بكل رحمة وشفقة وأن تقوم الأم بجلسة فردية مع ابنتها للنقاش الهادي بعيد عن الاثارة لكي يتعرف كلا على عيوبه وتقصيره مع الآخر لتلافي الأخطاء وتغيير أسلوب التعامل الخاطئ لتعيش الأسرة جميعها في سعادة. وسأل مدير مكتب التوجيه والإرشاد بسجن النساء في نهاية حديثه ل «الرياض» الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بنات المسلمين من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار. غداً في الحلقة الرابعة «الرياض» تزور سجن النساء والاخصائيات والمشرفات بالسجن يؤكدن أن المتورطات في القضايا الأخلاقية يعشن في حالة من الإحباط والشعور بالقلق وتبلد المشاعر