تعلمنا في الصغر أن العلم نور، كما تعلمنا أن العلم يبني بيوتاً لا عماد لها.. لكن أن تكمل تعليمك في مدرسه تبعد 50 كيلومتراً عن منزلك وتسلك طريقاً تتعرض فيه كل يوم للموت، ويعيش أهلك في قلق دائم منتظرين الساعة التي تعود فيها، فهذا هو ما يهدم البيوت. وكم هي البيوت التي فقدت أبناءها أو تعرض أحدهم لحادث أو إصابات، وهذا هو حال طلاب وطالبات المرحلة الثانوية من أبناء "العلبة" التابعة لمحافظة "تربة"، الذين يقطعون50 كيلومتراً يومياً من أجل الوصول إلى مدارسهم. وطالب كثير من أهل المنطقة وزارة التعليم بتوفير مدارس قريبة لأبنائهم وذهبت شكاواهم أدراج الرياح، علماً أن المباني جاهزة، وميزانية وزارة التعليم عالية وتسمح بالتوسع في المدارس الجديدة. وأوضح أحد المواطنين أن الأمر لن يكون مكلفاً ولن يرهق ميزانية الوزارة، وقال: إن فتح فصل واحد سيحل الكثير من المشاكل المتشعبة، مشيراً إلى مشاكل النقل، والتحصيل العلمي للطلاب، مضيفاً أن الطالب عندما يصل من رحلة الذهاب يفكر في رحلة العودة طوال اليوم عبر طريق تسير فيه الشاحنات باستمرار ويعترض طريقهم الكثير من الجمال السائبة. ويطرح المواطنون عدة أسئلة على المسؤولين ومن بيدهم اتخاذ القرار، ويبقى من أهمها السؤال التالي: لو قطع ابنك أو ابنتك كل يوم 50 كيلومتراً ذهاباً ومثلها إياباً.. فماذا ستفعل، وما الحلول التي ستطرحها؟