تزخر منطقة الجوف بالعديد من المساجد التاريخية التي تميزت بقدمها وتصاميمهما المعمارية الفريدة ، مثل : مسجد الرحيبيين بدومة الجندل ، ومسجد العيساوية بمركز العيساوية ، وهما ضمن مشروع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله – لترميم وتأهيل المساجد التاريخية بالمملكة التي تضم 30 مسجدا في 10 مناطق. وترجع الأهمية التاريخية لمسجد الرحيبيين التاريخي كونه يقع بحي الرحيبيين وسط محافظة دومة الجندل التي تبعد عن مدينة سكاكا حوالي 50كم ، ويشتهر بكثرة المزارع التي كانت تحيط بالحي من جميع الجهات تقريبا ، وكانت بيوته طينية متلاصقة مسقوفة بالأثل، ويتألف كل منها من عدة غرف تحيط بالفناء الداخلي الذي يستخدم جزء منه كمأوى للحيوانات، وبعض هذه البيوت كانت مطلية باللون الأبيض وعليها الرسوم الهندسية. وتخترق الحي أزقة ضيقة وتتوسطه ساحة ، وفيه بعض المزارع الصغيرة الحجم، ويقدر عمره بنحو 150 عامًا ، ومعظم بيوته مهدمة أو آيلة للسقوط حاليًا، وقد تم اختيار الموقع سياحيًا نظرًا لأهميته التاريخية والأثرية والتراثية. ويتميز المسجد ببنائه على طراز معماري مميز بني من الحجر والطين ، والسقف من مرابيع خشبية وخشب الأثل وسعف النخيل ، وتبلغ مساحته الكلية نحو (240م2) ويتسع لنحو (115) مصليًا، ويتكون المسجد من بيت للصلاة ، وسرحة ، وللمسجد مدخلان يقعان في الحائط الشمالي لسرحة المسجد، وحاليا يتكون مسجد الرحيبيين التاريخي بعد تطويره من بيت الصلاة ، والسرحة ، ودورات المياه ، ويتسع ل (120) مصليًا. أما مسجد العيساوية التاريخي فيقع وسط مركز العيساوية التابع لمنطقة الجوف الذي يبعد نحو 90 كم شرق محافظة القريات، ونحو 40 كم غرب مركز طبرجل على الطريق الدولي. وترجع الأهمية التاريخية لمسجد العيساوية إلى كونه يعد من أقدم مساجد مركز العيساوية الذي كان يعد مركزًا حدوديًا قبل إنشاء مدينة القريات ، بالإضافة إلى كونه المسجد الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجمعة ، وكان الناس يأتونه من القرى المجاورة للصلاة فيه ، وقد كان من أبرز أئمة ومؤذني المسجد الشيخ محسن النصار، وشايع الرباح الذي كان أميرًا للمركز، وابنه السعدي الذي تولى الإمارة بعد والده، والشلوفي شتواي، وعازم غمران الشراري الذي ظل في إمامة المسجد نحو 20 عامًا، وهريسان عليان الشراري ، والذي كان مؤذنًا للمسجد. ويتميز مسجد العيساوي ببنائه على طراز معماري فريد بني من الحجر الأسود، وسقفه من الخرسانة، وتبلغ مساحته الكلية نحو (284م2) ويتسع لنحو (85) مصليًا، ويتكون المسجد من بيت للصلاة ، وفناء مكشوف، ومصلى للنساء، ودورات للمياه، وللمسجد مدخلان في الواجهة الشرقة والغربية. ويتكون المسجد بعد تطويره في وقتنا الحالي من بيت الصلاة ، والسرحة ، ومصلى للنساء ، دورات المياه وأماكن الوضوء للرجال والنساء، والمئذنة.