ألقى فضيلة المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق، أمس, محاضرة بعنوان “التكفير خطورته وضوابطه” ضمن برامج الدورة العلمية والتدريبية للأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة المنعقدة بقاعة الندوات في المركز الإسلامي بالعاصمة ماليه, التي تنظمها المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية، تحت شعار ” رحمة واعتدال “، بحضور جمع من الأئمة والخطباء والدعاة بالمالديف. واستهل الشيخ حمد العتيق حديثه بالتعريف بالتكفير وهو الحكم على المسلم بالكفر لارتكابه ناقضاً من نواقض الإسلام، وليس المقصود الحكم على الكافر الأصلي، مبيناً أن التكفير أمرٌ واقعٌ جاءت به الشريعة دل عليه القرآن {قد كفرتم}، لكن غلت فيه الخوارج والمتطرفون، موضحاً أن التكفير أمر خطير حذرت الأدلة الشرعية من التساهل فيه كما في الصحيح من حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قال لأخيه يا كافر؛ فإن كان كما يقول وإلا حارت عليه). وأضاف أن التكفير حكم شرعي يؤخذ من الأدلة الشرعية، فلا نكفِّر إلا بدليل ولا يجوز التكفير بالعاطفة أو العرف، لافتاً الانتباه إلى أنه لا يصح تكفير أحد من المسلمين إلا بأمرين أن يكون الأمر الذي وقع فيه المكلف كفراً في الشريعة كسبِّ النبي – صلى الله عليه وسلم – وأن تتحقق الشروط للتكفير وتزول الموانع عن التكفير لمن وقع في أمرٍ كفري. وأوضح أنه لا يشترط في التكفير قصد الكفر، وإنما يشترط قصد الفعل بدليل قول الله تعالى : {ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب.. قد كفرتم}، فهم زعموا أنهم لم يقصدوا الكفر بل قصدوا المزح واللعب مع ذلك لم يقبل الله عذرهم. واختتم الشيخ حمد العتيق محاضرته بالتأكيد على أن الحكم بالتكفير على الشخص المعين لأهل العلم فقط، وتنفيذ العقوبات المترتبة على التكفير من خصوصيات ولي الأمر فقط، كما في حديث ذي خويصرة, بينما أجاب على استفسارات المشاركون بالدورة، كما قدم عدداً من الهدايا للمتميزين. يذكر أن الدورات العلمية والتدريبية بدأت أول أمس في إطار الاتفاقية الموقعة بين الجانبين والبرنامج التنفيذي، وذلك بتوجيه ومتابعة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، لتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء والمؤذنين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية في جمهورية المالديف.