بعد مخاض استمر نحو ثلاثة أسابيع منذ توليه منصبه، كلف الرئيس المصري محمد مرسي وزير الري والموارد المائية الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة. عندما تولى قنديل حقيبة وزارة الري في التشكيل الوزاري الثاني لحكومة الدكتور عصام شرف في 21 يوليو 2011 اعتبر أول وزير ملتح في مصر، وهو شاب في نحو الأربعينات من عمره، ومن ثم فهو أول رئيس حكومة ملتح في تاريخ الحكومات المصرية طوال الستين عاما الماضية منذ ثورة 23 يوليو/تموز، وربما طوال عهود النظام الملكي في مصر. وهو كذلك من أصغر رؤساء الحكومات منذ حكومة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي تولاها في خمسينيات القرن الماضي عندما كان اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية. ولم يكن قنديل ضمن الأسماء التي تداولتها بورصة الترشيحات خلال الأيام الماضية، خصوصا أنه أحد وزراء حكومة الدكتور كمال الجنزوري الحالية. تخرج في كلية الهندسة عام 1984 وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشغل العديد من المناصب، منها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الإفريقي للتنمية، وآخرها رئيس قطاع النيل، وهو المنصب الذي تولى العمل فيه ما يقرب من 40 يوماً، إلى أن تم تكليفه بحقيبة وزارة الموارد المائية والري، كما أنه شارك في أعمال مبادرة حوض النيل، وكان عضوا مراقبا للهيئة المصرية –السودانية المشتركة لمياه النيل. وقد يؤخذ تكليفه برئاسة الحكومة على الأهمية التي تنظر بها الرئاسة المصرية الجديدة لملف حوض النيل وإفريقيا، خصوصا أن أول قمة خارجية حضرها الرئيس محمد مرسي كانت القمة الإفريقية في الشهر الحالي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. من ناحية أخرى، سيؤخذ أيضا على أساس إعطاء المزيد من الاهتمام للزراعة التي ميزت مصر عبر التاريخ وتأخرت فيها خلال الستين سنة الأخيرة بعد 23 يوليو، وإعادة الاعتبار للزراعات الاستراتيجية مثل القمح والقطن، وبعث الحياة في في المشروعات الزراعية الكبرى. وكان قنديل قد أعلن أن أجندة أولويات وزارة الري والموارد المائية عند تولي حقيبتها، تتضمن الاهتمام بالمزارع المصري من خلال توفير المياه اللازمة لكل فدان من الأراضي الزراعية في الوقت المناسب، واستكمال البرنامج القومي لتطوير الري، والبرنامج القومي للصرف المغطى، بما يحقق زيادة إنتاجية الأرض وزيادة دخل المزارع، وبذل كل الجهود الممكنة لوقف التعديات والتلوث على المجاري المائية بالتعاون مع كافه الوزارات المعنية والجهود من خلال برامج واضحة. ومعروف عن قنديل اهتمامه بدعم التعاون الثنائي والإقليمي مع دول حوض النيل في جميع المجالات، والتأكيد على التواصل والحوار وبناء الثقة، وتنفيذ المشروعات المشتركة بما يحقق مصالح دول الحوض جميعا، مع الحفاظ على الثوابت المصرية، والسعي لمزيد من التفاهم حولها مع دول الحوض.