حددت وزارة التربية والتعليم يوم الأحد المقبل موعداً لبدء اختبارات الفصل الدراسي الأول لطلبة وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية. ويتساءل كثير من الطلاب عن الأسلوب الصحيح للمذاكرة، وكيف يواجهون قلق الاختبارات؟ وكيف يذاكرون أكبر كم في أقل وقت؟ وكيف يقضون على الشرود أثناء المذاكرة؟ وما إلى ذلك من أسئلة مهمة قبل بداية الاختبارات. قلق الاختبارات وعرف كتاب "إستراتيجيات المذاكرة" الذي يتضمن نصائح وتوجيهات للطلاب حول المذاكرة والامتحانات، قلق الاختبار بأنه حالة نفسية انفعالية قد تمر بها، وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في الاختبار أو سوء الأداء فيه، أو للخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقتك بنفسك، أو لرغبتك في التفوق على الآخرين، وهناك حد أدنى من القلق وهو أمر طبيعي لا داعي للخوف منه مطلقاً، بل ينبغي عليك استثماره في الدراسة والمذاكرة، وجعله قوة دافعة للتحصيل والإنجاز، وبذل الجهد والنشاط؛ ليتم إرضاء حاجة قوية عندك هي حاجتك للنجاح والتفوق. أما إذا كان هناك كثير من الخوف والقلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تفكيرك وأدائك، فهذا أمر مبالغ فيه، وعليك معالجته والتخلص منه، وكلما بدأ العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل واختفت أعراض المشكلة على نحو أسرع، فالتدخل السريع واستشارة الاختصاصين في بعض الحالات الشديدة سلوك حكيم يساعد في حل مشكلتك والتخفيف من آثارها السلبية. ما الذي يثير خوفك من الاختبار؟! ربما قد يحدث ذلك نتيجة شعورك بأن الاختبار موقف صعب يتحدى إمكاناتك وقدراتك، وأنك غير قادر على اجتيازه أو مواجهته.. لا تقلق لأن بإمكانك التغلب على هذا الشعور من خلال تغيير أفكارك السلبية عن الاختبار، واعتباره موقفاً أو محكاً تمر به للتعرف على قدراتك وإمكاناتك وخبراتك المعرفية ومهاراتك، وأيضاً اعتباره وسيلة لمعرفة مدى ما تحققه من تقدم في مستوى تحصيلك الدراسي. أما أسبابك الأخرى فهي تمكن أن تكون مثلاً: 1 اعتقادك أنك نسيت ما درسته وتعلمته خلال العام الدراسي. 2 نوعية الأسئلة وصعوبتها. 3 عدم الاستعداد أو التهيؤ الكافي للاختبار. 4 قلة الثقة بالنفس. 5 ضيق الوقت لامتحان المادة الواحدة. 6 التنافس مع أحد الزملاء، والرغبة القوية في التفوق عليه. ولذلك: 1 إذا كنت تخاف نسيان بعض ما درسته وتعلمته فلا تقلق فهذا وهمٌ، أو حالة نسيان مؤقتة؛ لأن كل ما تعلمته سُجل في الذاكرة وخاصة إذا كنت قد استخدمت عادات الدراسة الحسنة، وعند استدعاء أي معلومة درستها مسبقاً للإجابة عن سؤال تظن أنك لا تعرف الإجابة عنه فلا تقلق أيضاً؛ لأن الذاكرة تقوم بإصدار التعليمات لليد بكتابة الإجابة الصحيحة. 2 أما إذا كان القلق من صعوبة الأسئلة أو نوعيتها (مقالية، أو موضوعية، أو غيرها)، فضع في ذهنك بأن الأسئلة مدروسة وموضوعة من قبل لجان مختصة مراعية وبشكل دائم لدى وضعها مستوى الطالب المتوسط. 3 لابد وأنك قد واظبت على الدوام والحضور منذ بداية العام الدراسي، وناقشت المعلم أو المدرس في غرفة الصف، ودرست كل دروسك بانتظام وقمت بكل ما يتوجب عليك من وظائف وواجبات.. إذاً أنت مستعد ولديك الجاهزية للامتحان على مدار العام الدراسي كله، وليس فقط في الفترة القصيرة التي تسبق الامتحانات مباشرة. 4 يجب أن تأخذ بعين الاعتبار بأن قلة الثقة بالنفس شعور أنت مسؤول عنه، كما يجب أن تعرف بأنك طالب لك القدرات العقلية نفسها التي يملكها أو يتمتع بها الآخرون.. فالاسترسال وراء انفعالات الخوف والتشنج والتوتر وفقدان الثقة بالذات، يؤثر سلباً على مستوى أدائك في الامتحان؛ وبالتالي على تحصيلك العلمي. 5 عليك أن تعرف أيضاً أن الوقت المخصص للامتحان كافٍ لقراءة الأسئلة أكثر من مرة، والإجابة عنها جميعها. 6 يجب أن تعلم وربما تعلم أن هناك فروقاً فردية بينك وبين أقرانك الطلبة، فإذا كان زميلك يتفوق في قدرة عقلية، فأنت ربما تتفوق عليه أو تتميز في قدرات أو نواحٍ أخرى. كيف تستعد للاختبارات؟! 1 كن مع الله يكن معك.. وتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. 2 حافظ على الصلاة دائماً. 3 اعلم أن القلق والتوتر يقودانك للتشتت والنسيان والارتباك، فحاول أن تجعل ثقتك بنفسك عالية. 4 لا تهمل أبداً غذاءك، واحرص على أخذ فترات منتظمة للراحة أثناء الدراسة؛ بغية الترويح عن النفس، وتجديد الطاقة والنشاط، وتحفيز الذاكرة على الاستمرار في الدراسة، ومواصلة بذل الجهد بحماس ورغبة. 5 انتبه جيداً وبدقة لبرنامج الاختبار، ومواعيد بدء امتحان كل مادة. 6 نم مبكراً ليلة الاختبار ليكون ذهنك صافياً وعقلك منظماً، وذاكرتك قادرة على التركيز، بعد مراجعة بسيطة للمادة التي ستؤدي الامتحان بها في اليوم الثاني. 7 استيقظ مبكراً وتناول فطورك فهذا ضروري، واعلم أن الحرمان من الغذاء يؤثر سلباً على عمليات الحفظ، والتذكر، وتنظيم الأفكار. 8 لا تبكر كثيراً في الذهاب إلى المدرسة، ولا تتأخر حتى لا تعرّض نفسك للتشويش والارتباك وضياع الوقت، والتزم الدخول إلى قاعة الامتحان في الوقت المحدد. 9 لا تناقش زملاءك في المادة التي ستمتحن فيها، ولا تبحث أو تستقصي عن الأسئلة المتوقعة؛ لأن ذلك يربكك ويشوش ذهنك وأفكارك. 10 اقرأ ورقة الأسئلة بدقة وبتأنٍ أكثر من مرة حتى تتأكد من أنك فهمت المطلوب منك تماماً، ولا تتسرع في الإجابة؛ لأن المتسرع قد يغفل أو ينسى نقاطاً هامة (وهو يعرفها) من الإجابة المطلوبة. 11 بعد قراءة الأسئلة ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة منها. 12 عليك أن تنتبه إلى أن الإجابات يجب أن تكون وفق صيغة كل سؤال، فكل صيغة سؤال توحي بمضمون الإجابة، وحجمها، وطريقة عرضها، ولا تنسَ مراعاة التنظيم إذا كانت الإجابة تفترض الترتيب، أو التسلسل المنطقي. 13 خصص لكل إجابة وقتاً محدداً، وبما يناسبها حتى لا تنشغل بالإجابة عن أحد الأسئلة، وتستغرق في تفصيلاتها، ويضيع الوقت منك على ما تبقى من أسئلة تستطيع الإجابة عنها. 14 أعد مرة أخرى وبتأنٍ قراءة الأسئلة وإجاباتك عنها؛ لتتأكد من أنك لم تترك سؤالاً دون إجابة. 15 حاول استغلال الوقت المخصص للامتحان كاملاً، ولا تتسرع كثيراً في تسليم ورقة الامتحان قبل انتهاء الوقت المحدد، فهذا غير مفيد. 16 عندما تنتهي من امتحان مادة ما، ابدأ بالتهيؤ الجيد للمادة التالية. توفير بيئة مناسبة في المنزل هناك مجموعة من القواعد والتي لابد من مراعاتها أثناء المذاكرة، وللطالب تطويعها حسب ظروفه واحتياجاته منها: 1 تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسي يتقيد به المتعلم قدر المستطاع، ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي. 2 أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب. 3 اختيار المكان المناسب للدراسة، وذلك من حيث: أ – الإضاءة المناسبة، والابتعاد عن الخافتة. ب- التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها. ج – الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم. 4 الابتعاد عن مصادر الإزعاج بكل أنواعها، فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة. 5 الاهتمام بالغذاء. 6 أخذ القسط الكافي من النوم، دون نقصان أو زيادة فكلاهما ضار. 7 الصلاة والدعاء بتثبيت المعلومات. وأخيراً، وقبل كل شيء عليك بالتوكل على الله في كل أمر، حتى يسهل عليك الأمور، فقبل أن تبدأ في أي عمل قل بإيمان: "بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، فالله المعين في كل أمر، وادعوه – خالصاً – أن يوفقك في دراستك.