أصدر كل من الكونغرس الأمريكي وإدارة الرئيس دونالد ترامب تحذيرات جديدة للأوروبيين إذا لم يضعوا حداً لجميع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع النظام الإيراني. ونقل موقع "فري بيكون" عن عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، أن واشنطن تقوم بتكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على أوروبا بشأن إيران لإعادة فرض عقوبات قاسية عليها، تشمل قطاع النفط والأنظمة المصرفية. وكان الأوروبيون قد عارضوا العقوبات الأمريكية الجديدة في الأشهر الأخيرة، وعقدوا سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة التكتيكات للتهرب من العقوبات الأمريكية المرتقبة عقب قرار الرئيس دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق النووي. وتعمل إدارة ترامب وحلفاؤها في الكونغرس على "مواصلة خنق الاقتصاد الإيراني" بينما يواصل المتظاهرون المستاؤون من نظام طهران احتجاجاتهم ضد الفساد وتدهور الوضع المعيشي وسط دعوات لإسقاط النظام لإنفاقه أموال الشعب على التدخل الأجنبي في النقاط الساخنة مثل سوريا، ودعمه المستمر للجماعات الإرهابية الدولية. وتصاعدت التوترات قبيل إعادة فرض العقوبات الجديدة، حيث يهدد المسؤولون الإيرانيون برد عسكري كإغلاق مضيق هرمز، وتهديد الملاحة في الخليج؛ ما أثار مخاوف من احتمال نشوب حرب في المنطقة. وقال مسؤولون أمريكيون بارزون إن إدارة ترامب لن تتردد في فرض عقوبات على الأوروبيين الذين ينتهكون العقوبات الجديدة على إيران، محذرين من أن المؤسسات المصرفية الدولية وحتى البنوك الأمريكية الكبرى يمكن أن تتعرض للعقوبات بسبب عدم الامتثال. وقال ريتشارد غرينيل، السفير الأمريكي في ألمانيا ل"فري بيكون"، إن النظام الإيراني ما زال يستخدم الإرهاب كسلاح في أوروبا، ويجب أن نكون يقظين في معرفة خططهم ووقفهم قبل أن ينجحوا. وأكد غرينيل وغيره من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين أن "واشنطن تحث شركاءها على المساعدة في وقف تدفق الأموال إلى النظام الإيراني؛ لأنه يستخدمها لتمويل أنشطة خبيثة". وكان 10 أعضاء من مجلس الشيوخ الذين عارضوا اتفاق 2015 مع إيران، حذروا في رسالة وجهوها إلى سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن الكونغرس الأمريكي سيكون "مستاء جداً" لأي جهود للتهرب من العقوبات أو تقويضها. ومن المقرر إعادة المجموعة الأولى من العقوبات الأمريكية التي رفعتها إدارة باراك أوباما بموجب شروط الاتفاقية النووية في 6 أغسطس المقبل، بينما ستتم إعادة فرض المجموعة الثانية في 4 نوفمبر. وأشار أعضاء مجلس الشيوخ ومن بينهم منتقدو الاتفاق النووي الإيراني، مثل تيد كروز ممثل تكساس، وماركو روبيو من ولاية فلوريدا، وتوم كوتون من أركنساس، إلى أن العقوبات تتعلق بقوانين الولاياتالمتحدة، وتم تخفيفها فقط لأن الإدارة السابقة وافقت على الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في شهر مايو الماضي. وتعد بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي من مؤيدي الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما وانسحب منه ترامب الذي وصفه بأنه "أسوأ صفقة تم التفاوض عليها من قبل الولاياتالمتحدة".