تجددت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية والمحتجين المناهضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، الأربعاء، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في مدينة "تعز"، فيما أفادت تقارير بإطلاق القوات الأمنية النار على آلاف من المتظاهرين، كانوا يتوجهون إلى مقر الحكومة بالعاصمة صنعاء. وأكد شهود عيان لCNN أن قوات الأمن اليمنية أطلقت الرصاص الحي باستخدام الأسلحة الثقيلة، لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بحسب الشهود، إلا أنه لم تتوافر على الفور أية تقديرات رسمية حول عدد الضحايا. كما أفاد عدد من الشهود ومصادر طبية في مدينة "تعز"، جنوب غربي اليمن، بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرات آخرين، بينهم أربعة في حالة خطيرة، عندما فتحت قوات الأمن اليمنية النار على آلاف المحتجين، وتوقعت مصادر طبية ارتفاع حصيلة القتلى. وقال صابر علي، أحد المحتجين في تعز: "لقد حدث الهجوم بينما كنا نردد: باق أسبوع واحد لك يا صالح"، في إشارة إلى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي يواجه احتجاجات شعبية حاشدة، منذ مطلع العام الجاري، تطالب برحيله بعدما قضى أكثر من ثلاثة عقود في السلطة. وأشار صابر علي إلى أن المتظاهرين منحوا الرئيس اليمني مهلة أسبوعاً واحداً للتخلي عن السلطة، وهددوا بالزحف باتجاه القصر الرئاسي إذا لم يقدم على اتخاذ هذه الخطوة، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة التي تعصف باليمن. ونفى مصدر أمني رفيع قيام قوات الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، وقال إن قوات الأمن كانت تقوم بحماية المدنيين من الهجمات التي تشنها "عصابات إجرامية"، والتي نسبها إلى أحزاب تكتل "اللقاء المشترك"، التي تقود المعارضة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مسؤول محلي قوله إن "مدينة تعز شهدت اليوم (الأربعاء) أحداثاً تخريبية وفوضوية مؤسفة، قامت بها عناصر مسلحة تابعة لأحزاب اللقاء المشترك، في تصعيد خطير مس معيشة وحياة المواطنين، متجاوزة الأزمة السياسية، ومهددة السلم الاجتماعي في المحافظة." وأضاف المصدر، بحسب الوكالة الرسمية، أن "ميلشيات المشترك أقدمت على إغلاق شوارع مدينة تعز بالأحجار، وبراميل جمع المخلفات، والأخشاب، وتحطيم أعمدة الإنارة، وخلع البلاط والبرادورات من الأرصفة، وإحراق الإطارات في الشوارع، وقطع الطرقات، واقتحام المدارس، وإخراج الطلاب من قاعات الاختبارات، وتعطيل مصالح المواطنين." وتابع: "كما قامت تلك الميلشيات بتهديد أصحاب المحلات التجارية، وإجبارهم على إغلاق محلاتهم بالقوة، والاعتداء على كل من يحاول مزاولة نشاطه التجاري، فضلاً عن محاولتها اقتحام مكتب الخدمة المدنية، وإثارة الرعب والخوف والهلع، والاعتداء على طالبي التوظيف والموظفين وإجبارهم على الخروج بالقوة." كما أشار المصدر نفسه إلى أن "تلك العناصر حاولت اقتحام شركة النفط، والاعتداء على موظفيها، وقامت بالاعتداء على قسم شرطة الجديري بالقنابل الحارقة"، مبيناً أن رجال الأمن المتواجدين في القسم اضطروا إلى التصدي لتلك العناصر، مما أدى إلى إصابة 9 من الجنود و3 من المهاجمين." وتبدو الأزمة اليمنية مرشحة للاستمرار، بسبب وصول المبادرة الخليجية لإنهاء الصراع في البلاد بين قوى المعارضة المطالبة برحيل صالح، وبين القوى المؤيدة للرئيس، خاصة بعد أن انتهى اجتماع المجلس الوزاري الخليجي، إلى طريق مسدود. وكانت أحزاب المعارضة، المتمثلة بأحزاب اللقاء المشترك، قد وافقت بصورة مبدئية على المبادرة الخليجية، التي تنص على تنحي صالح خلال 30 يوماً، على أن يعطى حصانة كاملة له ولأركان نظامه، غير أن جهود الحصول على تواقيع رسمية على الاتفاق انتهت دون جدوى. وتشهد اليمن اعتصامات واحتجاجات شعبية ضخمة، منذ أكثر من شهرين، تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، بعدما أمضى نحو 34 عاماً في السلطة.