خيم الهدوء النسبي على العاصمة اليمنية بعد ان أفادت الأنباء الواردة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في صنعاء إثر مواجهات عنيفة استمرت ثلاثة أيام سقط خلالها نحو سبعين قتيلا. وتم التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة أجراها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني مع عدد من الدبلوماسيين الغربيين بينهم السفيران الأمريكي والبريطاني. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة جون لاين إن الجميع يترقب الآن ما إذا كانت هذه الهدنة ستمهد الطريق أمام إنجاح مفاوضات نقل السلطة في اليمن. وكان مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وصلا الاثنين الى صنعاء لاستكمال إجراءات توقيع خارطة طريق اقترحتها الاممالمتحدة لتطبيق مبادرة المجلس وتتضمن نقل السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح غلى نائبه. لكن اشتعال الموقف في صنعاء عرقل الجهود الدبلوماسية وأثار المخاوف من امتداد الاشتباكات إلى مدن يمنية أخرى في إطار صراع جديد لفرض السيطرة على البلاد. وحذر مراقبون أن اندلاع معارك جديدة بين قوات الحرس الجمهوري التي تدين في معظمها بالولاء للرئيس صالح والعناصر القبلية المسلحة الموالية للمعارضة. وقد نفى عدد من وزراء الحكومة اليمنية مجددا إطلاق القوات الحكومية النار على المتظاهرين السلميين في اليمن واتهموا عناصر تابعة لتنظيم القاعدة بإشعال العنف في صنعاء. وفي المقابل نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول معارض قوله إن "قوات اللواء علي محسن الأحمر المتحالف مع الحركة الاحتجاجية تلتزم بوقف اطلاق النار لافشال مخططات التصعيد العسكري" على حد قوله. قتلى وجرحى جريح يمني عشرات القتلى والجرحة سقطوا في صنعاء في مواجهات استمرت ثلاثة أيام وكانت المواجهات قد تواصلت يوم الثلاثاء بين المحتجين المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح وقوات الأمن الموالية له حيث قتل مايقرب من اثني عشر شخصا في صنعاء وتعز فيما تواصلت الإحتجاجات على مقتل المتظاهرين في انحاء مختلفة من اليمن والعالم بعد ان زادت حصيلة مواجهات خلال الأ]ام الماضية إلى سبعين قتيلا. وينتظر ان يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الخميس على قرار قد يقضي بارسال لجنة لتقصي الحقائق الى اليمن لإجراء تحقيق دولي بشأن الوضع هناك. وأعلنت مصادر طبية مقتل ما لايقل عن ثمانية أشخاص في هجمات جديدة شنتها القوات الحكومية ومسلحو الحزب الحاكم الثلاثاء على المتظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء. وشاهد مراسلو وكالة أنباء رويترز عددا من القناصة يتخذون مواقعهم في الأدوار العليا لبعض البنايات القريبة من الشوارع التي يتجمع فيها المتظاهرون. وقتل أربعة جنود من الكتيبة التي انشقت عن جيش النظام وانضمت للمتظاهرين، وذلك نتيجة اشتباك مع القوات الحكومية، كما أكدت مصادر طبية. ونقلت وكالة رويترز عن محمد القباطي مدير مستشفى ميداني في الساحة قوله "أصابت الصواريخ عددا من الرجال الذين كانوا يسيرون في الخارج بالقرب من أحد الأسواق". واضطرت الاشتباكات السلطات اليمنية إلى إغلاق مطار صنعاء وتحويل الرحلات الجوية الى مطار عدن، وفقا لمسؤول في المطار طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مفوض بالادلاء بتصريحات. وفي مدينة عدن جنوبي اليمن جرح ثلاثة من المحتجين في صدامات مع القوات الحكومية. وفي مدينة تعز في الجنوب ايضا قتل ما لا يقل عن أربعة محتجين وجرح 40 آخرون الإثنين نتيجة صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حسب شهود عيان. وقام الآلاف من المحتجين بالاشتراك مع كتيبة من الجيش كانت قد انضمت إليهم في وقت سابق بالاستيلاء على قاعدة تابعة للحرس الجمهوري الاثنين، وفر أفراد الحرس الموجودون فيها دون مقاومة تذكر.