لم تتمكن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي اختتمت أعمالها في برلين الجمعة، من تأمين المزيد من الطائرات المقاتلة للمشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا. وظل الخلاف سائدا داخل الحلف مع اختتام القمة التي حضرها وزراء خارجية الناتو، وشهدت محاولات من قبل الأمين العام للحلف اندريس فوغ راسموسين للحصول على المزيد من الطائرات المقاتلة. وكان راسموسين قال في وقت سابق إنه تلقى مؤشرات على أن دول الحلف سيمدونه بالمزيد من الطائرات المقاتلة التي يحتاجها لعملياته في ليبيا. وأضاف راسموسين، في مؤتمر صحفي خلال لقاء وزراء خارجية الناتو في برلين، "لقد حصلنا على إشارات بأن دولا (أعضاء في الناتو) ستقدم ماهو مطلوب، أنا متفائل بأننا سنحصل على المعدات المطلوبة في القريب العاجل". لكن بدا لاحقا أن ايطاليا، التي كانت أحد المساهمين المتوقعين، قد استبعدت فكرة إمداد الناتو بطائرات تشارك في القتال. يذكر أن ايطاليا فتحت قواعدها العسكرية لاستخدام الناتو، لكن عمل الطائرات الثمانية التي شاركت بها في عمليات الحلف اقتصر على مهام غير قتالية. ونقلت وكالة رويترز عن وزير الدفاع الإيطالي قوله "نحن لا نفكر في تغيير مساهمتنا في العمليات العسكرية في ليبيا". "تجاوز التفويض" في هذه الاثناء لمح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن الناتو تجاوز تجاوز التفويض الممنوح له من قبل الأممالمتحدة بفرض حظر على الأجواء الليبية، داعيا الحلف إلى تغيير فوري في سياسته. وقال لافروف في مؤتمر صحفي خلال قمة برلين "نعتقد أن من الضروري تحويل الأمور إلى المسار السياسي". ويبدو أن تصريحات لافروف أتت تعليقا على رسالة وجهها قادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا الجمعة في ثلاث صحف غربية، لمحوا فيها إلى ضرورة إزاحة القذافي عن السلطة. ميدانيا، قصفت القوات الحكومية مدينة مصراتة المحاصرة بوابل من الصواريخ في محاولة لانتزاعها من يد المعارضة. "حصار القرون الوسطى" وكانت القوى الغربية انتقدت بشدة ما سمته "حصار القرون الوسطى" المفروض من قبل قوات القذافي على مصراتة. وذكرت مصادر طبية أن ما لا يقل عن ثمانية اشخاص قتلوا في اليوم الثاني من القصف المكثف على مصراتة، وهي أحد المعاقل المخصنة للمعارضة الليبية في شرق البلاد. ويزيد الحصار على مصراتة من الضغوط على القوى الغربية لكي تعزز ضرباتها الجوية ضد قوات القذافي سعيا لوقف قصفها المكثف على المدينة. وكانت القوى الغربية صعدت من ضغوطها على النظام الليبي، حيث قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن تحقيق السلام في ليبيا غير ممكن طالما بقي معمر القذافي في الحكم. وأضاف الزعماء الثلاثة في رسالة مشتركة إن على حلف شمال الاطلسي وشركائه مواصلة العمليات العسكرية التي يقومون بها من اجل حماية المدنيين والضغط على نظام القذافي. واكدوا ان السماح للقذافي بالبقاء في الحكم يعتبر خيانة للشعب الليبي. سعي لقرار اممي جديد من جانبه قال وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونغي إن الدعوة إلى إزاحة القذافي عن السلطة التي تضمنها خطاب القادة الثلاث تتخطي قرار مجلس الأمن الحالي بشأن ليبيا، والذي لم ينص على تغيير النظام الليبي. وأضاف لونغي أن هناك حاجة لإصدار قرار جديد من الأممالمتحدة لتحقيق الأهداف التي وردت في هذا الخطاب. ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن بول آدامز إن الرسالة التي نشرت في صحف التايمز اللندنية والواشنطن بوست ولوفيغارو الفرنسية كانت خطوة غير معهودة. وتقول الرسالة إن المواطنين الليبيين من سكان مدن كمصراته واجدابيا ما زالوا يعانون الاهوال على يدي القذافي، ولذا فإن السماح له بالبقاء في السلطة سيشكل خيانة لا يمكن تبريرها للشعب الليبي ومن شأنها تحويل ليبيا الى بلد منبوذ فاشل. وجاء فيها ايضا انه "ما دام القذافي في السلطة، يتوجب على حلف الاطلسي وشركائه مواصلة عملياتهم العسكرية من اجل حماية المدنيين وتصعيد الضغط على النظام، وعندها يمكن البدء في الانتقال من الدكتاتورية الى عملية دستورية شاملة تحت قيادة جيل جديد من السياسيين."