برلين، باريس، روما - رويترز، أ ف ب - قال أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الجمعة، إن هناك دلائل على أن الحلفاء سيقدمون طائرات هجومية إضافية لدعم العملية الجارية في ليبيا. وأضاف في مؤتمر صحافي خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في برلين: «تلقينا مؤشرات على أن دولاً ستقدِّم ما تدعو الحاجة إليه... آمل في أن نحصل على الأصول الضرورية في المستقبل القريب جداً». وحضت بريطانيا وفرنسا حلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي على تقديم المزيد من الطائرات الهجومية لزيادة قدرة الحلف على ضرب أهداف على الأرض في ليبيا. وفي هذا الإطار، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني، إن بلاده أحرزت تقدماً في إقناع الدول الأخرى بتوفير المزيد من الطائرات المقاتلة للمشاركة في عمليات الحلف بليبيا. غير أن إيطاليا، التي تعتبر مرشحاً محتملاً أساسياً لزيادة قوة نيران الحلف في ليبيا، استبعدت على الفور إصدار أوامر لطائراتها بفتح النار. وكانت روما قد فتحت قواعدها الجوية لقوات حلف الأطلسي، وأسهمت بثماني طائرات في المهمة، لكنها تشارك بالاستطلاع والمراقبة وحسب. وكانت بريطانيا وفرنسا قد دعتا الأعضاء الآخرين في حلف الأطلسي الى المشاركة بمزيد من الطائرات التي تشن هجمات على الأرض في ليبيا بهدف وقف هجمات قوات القذافي على المدنيين. لكن الولاياتالمتحدة وأعضاء حلف الأطلسي الأوروبيين، رفضوا خلال اجتماع عقد في برلين الخميس دعوات الفرنسيين والبريطانيين الى الإسهام بقدر أكبر في الحملة الجوية. وقال هيغ للصحافيين بعدما أجرى محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع وزراء خارجية الحلف: «نتحدث مع دول أخرى حول توفير مزيد من الأدوات الهجومية». وأضاف: «بالقطع حققنا بعض التقدم في هذا الصدد، ولذلك آمل ان يتوفر المزيد من الأدوات الهجومية لحلف الأطلسي». وأحجم عن ذكر اسماء الدول التي ستوفر المزيد من الطائرات، قائلاً إن كل دولة حرة في الإعلان عما يخصها. غير أن ايطاليا قالت على الفور إنها لن تغير موقفها على الرغم من الضغوط من فرنسا وبريطانيا، وقال وزير الدفاع الإيطالي أنياتسيو لا روسا، إن بلاده لن تأمر طائراتها المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا بفتح النار رغم ضغط بريطانيا وفرنسا. وقال لا روسا فى حديث للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء في روما: «الطريق الحالي الذي تتبعه ايطاليا هو الصحيح، ونحن لا نفكر في تغيير مساهمتنا في العمليات العسكرية في ليبيا». مصراتة وذكر ديبلوماسيون أن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي كثّفا الجمعة تنسيقهما من أجل العملية الإنسانية التي يعدّ لها الأوروبيون لمساعدة مصراتة (غرب ليبيا) التي تحاصرها منذ شهرين القوات الموالية للعقيد القذافي. وقال ديبلوماسي ألماني، إن «الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي قررا عقد اجتماع غير رسمي حول ليبيا على مستوى السفراء، لتجنب تكرار الأخطاء، وتصويب نشاطات كل منهما». وسيعقد هذا الاجتماع في «الأسابيع المقبلة» لكن موعده لم يتحدد. وناقشت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون، التي أتت من القاهرة حيث أجرت مشاورات الخميس في الجامعة العربية حول ليبيا، الشراكةَ بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، وخصوصاً حول ليبيا، مع وزراء خارجية الحلف الاطلسي وأمينه العام راسموسن. وقال مسؤول في «الناتو» ل «فرانس برس»، إن تبادل المعلومات بين المنظمتين لا يشمل مدينة مصراتة التي يبلغ عدد سكانها 300 الف نسمة يحتاجون الى كل شيء، انما «حول كل ما يتعلق بليبيا». وأضاف «إلا أن من الضروري أن نأخذ في الاعتبار ان الحلف الاطلسي قد أعد في آذار (مارس) مهمة انسانية في ليبيا، وان الاتحاد الأوروبي يقوم بالمهمة نفسها في هذا الوقت». ولم يتخذ بعد القرار الرسمي بإطلاق عملية تتطلب أن يؤمن الاتحاد الأوروبي سلامتها بوسائله العسكرية الخاصة، لأن بعض البلدان، ومنها بريطانيا، ترى أنها ليست ملحّة. في غضون ذلك، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، بأن حلف شمال الاطلسي تجاوز تفويض الأممالمتحدة في ليبيا. وقال لافروف بعد اجتماع مع نظرائه في الحلف في برلين: «اليوم نشهد تحركات تتجاوز في بعض الحالات تفويض مجلس الأمن الدولي». وأضاف: «نعتقد أن من المهم الانتقال بسرعة إلى مرحلة سياسية والتقدم باتجاه تسوية سياسية وديبلوماسية» للأزمة الليبية. وقال إن من المهم ألا تستخدم «القوة العسكرية المفرطة التي ستؤدي إلى المزيد من الخسائر البشرية الإضافية». وفي باريس، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس، إن فرنسا وبريطانيا تريدان أن تمتد الغارات الجوية إلى المراكز اللوجستية ومراكز اتحاذ القرار التابعة لجيش القذافي بدل تسليح المعارضين.