وافق الزعيم الليبي معمر القذافي على خريطة الطريق التي قدمها وفد الوسطاء الإفريقي لحل الصراع القائم في ليبيا وتتضمن وقفا فوريا للمواجهات المسلحة بين كافة الأطراف.. وذلك قبل أن يغادر الوفد العاصمة طرابلس متوجها إلى بنغازي شرقا لعرض الأمر على المعارضة، ثم الجزائر. ولم يتطرق الاتفاق الذي أعلنه، فجر أمس، مفوض الأمن والسلام بالاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة بجانب الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، إلى رحيل القذافي، وهو من أبرز مطالب الثوار. ناقش وفد الوسطاء الإفريقي مع قيادات المعارضة الليبية في بنغازي اتفاقية تهدف إلى وضع خريطة طريق لحل الصراع القائم، بعد موافقة الزعيم معمر القذافي عليها، وذلك قبل أن يغادر إلى الجزائر. ويشير الاتفاق، الذي وقع عليه القذافي، إلى أن القرار النهائي يجب أن يضع قيد الاعتبار إطلاق حوار سياسي شامل بين الأطراف في ليبيا بما يضمن للشعب الليبي تحقيق تطلعاته إلى الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة والسلام والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولم يحدد الاتفاق جدولا زمنيا لبدء تنفيذ بنوده أو موعد سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين، أو بدء الفترة الانتقالية السياسية. وقد أبدى العقيد الليبي دعمه لنشر «آلية مراقبة فعالة وذات مصداقية»، وفق بيان جاء فيه: «أعرب القائد معمر القذافي عن ثقته الكاملة في الاتحاد الإفريقي وقدرته على تنفيذ عملية السلام بنجاح في بلاده». وكان الوفد الإفريقي اجتمع مع القذافي في معقله الرئيسي بوسط طرابلس، في منطقة باب العزيزية، الأحد. ويضم الوفد كلا من رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما والرئيس المالي أحمد توماني توري والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والرئيس الكونغولي دينيس ساسو أنجيسو ووزير خارجية يوغندا ممثلا للرئيس يوري موسيفيني ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينج ورئيس مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة. وقد جرى تشكيل الوفد من قبل الاتحاد الإفريقي الذي تتمتع معظم دوله بعلاقات قوية مع القذافي، وهو ما دفع أوساط الثوار إلى الدعوة لعدم الإفراط في التفاؤل حيال إمكانية تقبلهم للمبادرة. وإلى جانب المبادرة الإفريقية، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، غدا، اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا، وقد سبق لفرنسا أن وعدت بمحاولة إقناع الاتحاد الإفريقي بإرسال مندوبين لحضور اللقاء. وفي اليوم التالي، الخميس، يستضيف مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة اجتماع منظمات دولية وإقليمية معنية بمتابعة الوضع في ليبيا، وذلك بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وميدانيا، أدت المعارك داخل أجدابيا وفي محيطها إلى سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلا و17 جريحا السبت والأحد، بحسب مستشفيات بنغازي التي نقل إليها الضحايا. وفي غرب البلاد ظلت الجبهة مستعرة في مصراتة المتمردة والمحاصرة التي تتعرض إلى قصف قوات القذافي منذ 40 يوما. وقتل ما لا يقل عن 11 شخصا في صفوف الثوار والمدنيين، منذ السبت، بالقصف على مصراتة. وأعرب الصليب الأحمر الدولي عن قلقه حيال آلاف اللاجئين الأجانب العالقين في مرفأ مصراتة .