يلتقي وفد الوسطاء الإفريقي بقيادات المعارضة الليبية في بنغازي اليوم الاثنين، لمناقشة اتفاقية تهدف إلى وضع خريطة طريق لحل الصراع القائم في ليبيا، بعد موافقة الزعيم معمر القذافي عليها من حيث المبدأ، أمس الأحد، وتتضمن وقفاً فورياً للمواجهات المسلحة بين كافة الأطراف. وكان الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما، الذي يقود الوفد الإفريقي للتوسط من أجل إيجاد حل للأزمة في ليبيا، قد أعلن أمس الأحد، أن العقيد قبل شروط الاتفاقية. ولم يتطرق الاتفاق الذي أعلنه فجر اليوم الاثنين، رمضان العمامرة مفوض الأمن والسلام بالاتحاد الإفريقي، بجانب الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، إلى رحيل القذافي بعد 42 عاماً في السلطة، وهو من أبرز مطالب الثوار. ويتضمن الاتفاق أربعة بنود أساسية، وفق مذكرة التفاهم التي أعلن عنها العمامرة، وهي: 1 - وقف فوري لكافة أعمال العنف. 2 - تعاون السلطات الليبية لتيسير نقل المساعدات الإنسانية. 3 - حماية الرعايا الأجانب في ليبيا. 4 - بدء محادثات تشارك فيها الأطياف الليبية المختلفة، بما في ذلك المعارضة، بهدف إنشاء "فترة انتقالية شاملة" لاعتماد وتنفيذ "الإصلاحات السياسية الضرورية للقضاء على الأسباب التي أدت إلى الأزمة الراهنة". ويشير الاتفاق الذي وقع عليه القذافي بحسب البيان ، إلى أن القرار النهائي يجب أن يضع قيد الاعتبار "إطلاق حوار سياسي شامل بين الأطراف في ليبيا بما يضمن للشعب الليبي تحقيق تطلعاته إلى الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة والسلام والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية". ولم يحدد الاتفاق جدولاً زمنياً لبدء تنفيذ بنوده أو موعد سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين، أو بدء الفترة الانتقالية السياسية. وقد أبدى العقيد الليبي دعمه لنشر "آلية مراقبة فعالة وذات مصداقية"، وفق البيان الذي جاء فيه: "القائد معمر القذافي أعرب عن ثقته الكاملة في الاتحاد الإفريقي وقدرته على تنفيذ عملية السلام بنجاح في بلاده". وكان الوفد الإفريقي قد اجتمع مع القذافي في معقله الرئيسي بوسط طرابلس، في منطقة باب العزيزية، الأحد. ويضم الوفد الإفريقي الموجود في طرابلس، إلى جانب زوما، قادة كل من موريتانيا ومالي والكونغو الديمقراطية وأوغندا، وقد جرى تشكيل الوفد من قبل الاتحاد الإفريقي الذي تتمتع معظم دوله بعلاقات قوية مع العقيد الليبي، وهو ما دفع أوساط الثوار إلى الدعوة لعدم الإفراط في التفاؤل حيال إمكانية تقبلهم للمبادرة. فإلى جانب المبادرة الإفريقية، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، اجتماعاً لمجموعة الاتصال حول ليبيا، وقد سبق لفرنسا أن وعدت بمحاولة إقناع الاتحاد الإفريقي بإرسال مندوبين لحضور اللقاء. وفي اليوم التالي، الخميس، يستضيف مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة اجتماع منظمات دولية وإقليمية معنية بمتابعة الوضع في ليبيا، وذلك بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى.