ساهم ارتفاع إنتاج المملكة من النفط إلى 9 ملايين برميل يوميا لتعويض أي نقص في إمدادات البترول الخام نتيجة إلى أحداث ليبيا في تعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية وإضفاء حالة من الارتياح لدى المستهلكين من أن السوق النفطية لن تعاني من أي شح في الإمدادات وأن المملكة قادرة على تعويض أي تراجعات في الإمدادات لامتلاكها طاقة فائضة تصل حاليا إلى 3.5 ملايين برميل يوميا. وأجمع محللون نفطيون على أن هذا التجاوب السريع من المملكة لسد العجز في إمدادات النفط الخام يدل على مصداقيتها وموثوقيتها نحو الالتزام في توفير مصادر الطاقة إلى الأسواق العالمية والمساهمة في حفظ التوازن المطلوب بين العرض والطلب حرصا على مصلحة نمو الاقتصاد العالمي لإيمانها العميق بأنها جزء من هذه المنظومة العالمية وأن انتعاش الاقتصاد العالمي يعود إيجابا على تنميتها وتطوير مرافقها الصناعية والتجارية. وأبدى عدد من المراقبين تفاؤلهم بأن تبقى أسعار النفط في أوضاع مستقرة تفيد المنتجين والمستهلكين وتعزز من التنمية البشرية، مشيرين إلى أن استقرار الأوضاع يصب في مصلحة التنمية البشرية ويعظم من فائدة الثروات الوطنية ومساهمتها في بناء المرافق الصناعية وتطوير المشاريع الكبيرة التي تفتح آفاقا من الفرص الوظيفية الجديدة التي تلعب دورا محوريا في التنمية الاجتماعية وترفع من مساهمة المواطن في المسارات الصناعية. وساد جو من الارتياح لدى المستهلكين بعد أن برزت شواهد على أن أسواق الطاقة لا تزال تترى بالنفط الخام الذي يدعم المجالات الصناعية والاقتصادية ويقوي من مسارها في توفير المصادر المالية التي تمول المشاريع الحديثة التي تعتبر مهمة لرفاهية الشعوب ورقيهم الحياتي، واستفادة الدول من ثرواتها لتوظيفها في البناء والتطور الحضاري التي تنشده جميع دول العالم. وأفادت مصادر نفطية أن السوق النفطية العالمية تشهد استقرارا في الإمدادات ولم تسجل أي حالات من النقص في المصافي العالمية، حيث ظل الاستهلاك النفطي يراوح قرب 85 مليون برميل يوميا وهو ما أبقى أسعار النفط في حدود 114 دولارا للبرميل لخامي برنت القياسي، و101 لخام ناميكس، حيث زاد الفارق بينهما نتيجة إلى تنامي أسعار برنت خلال الأيام القليلة الماضية لوجل المستهلكين من احتمال تأثير توقف إنتاج النفط الليبي على الأسواق، بيد أن ذلك تبدد بعد أن تم تعويض الفاقد من الدول المنتجة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الأمر الذي هبط بالأسعار بمقدار 1.5 دولار للبرميل مع توقعات بأن تستمر الأسعار بالتراجع على مدى الأيام القادمة وتتأرجح قرب 100 دولار. وعزز من المسار النازل لأسعار النفط في مستهل تعاملاتها ليوم أمس الجمعة بعد إغلاق بعض المصافي النفطية اليابانية بسبب الزلازل الذي ضرب أجزاء من البلاد ما نتج عنه وفرة في تدفقات النفط الخام إلى الأسواق اليابانية، غير أن المراقبين يتخوفون من احتمال ظهور شح في المواد البترولية المكررة في عدد من المناطق اليابانية لا سيما تلك التي تقع بالقرب من مركز الزلازل أو التي تعرضت لمد موج التسونامي الذي دمر عدد من المناطق وأدى إلى إعاقة المواصلات. وعلى صعيد ذي صلة ارتفعت أسعار الذهب في السوق الفورية ليوم أمس الجمعة بمقدار 3.66 دولارات إلى 1416.25 دولارا للأوقية بسبب المخاوف من تبعات آثار الزلازل الياباني، حيث اندفع المستثمرون لشراء المعدن الأصفر لتعزيز محافظهم الاستثمارية.