أعلنت وكالة الطاقة الدولية اليوم أنها ستطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها الإستراتيجية النفطية بهدف خفض الأسعار ودعم الاقتصاد العالمي. وقالت وكالة الطاقة الدولية -التي تضم 28 دولة صناعية مستهلكة للنفط- إنها ستطلق مليوني برميل يوميا على مدى 30 يوما في السوق العالمية للتعويض عن النقص الذي خلفه انقطاع الإمدادات الليبية. وسيأتي نصف هذه الكمية من الولاياتالمتحدة وهو ما يعادل استهلاكها في يوم ونصف. وجاء هذا الإعلان بعدما فشلت منظمة أوبك في الاتفاق على زيادة الإنتاج في اجتماع عقدته في الثامن من يونيو ورغم تأكيدات من السعودية أكبر منتج في أوبك أنها ستزيد إمدادات المعروض بشكل منفرد. وكانت ليبيا العضو في أوبك تصدر نحو 1.2 مليون برميل يوميا قبل الانتفاضة التي أصابت صناعة النفط بالشلل. وقالت الوكالة "انقطاع الإمدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحا مع استمراره. وأضافت أن التوقعات تفيد بأن الإنتاج الليبي سيظل خارج السوق فيما تبقى من عام 2011. وأضافت الوكالة "زيادة شح المعروض في سوق النفط قد تقوض الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش." وهذه ثالث مرة تقرر فيها وكالة الطاقة إطلاق كميات من احتياطياتها الإستراتيجية منذ نشأتها في عام 1974 بعد الحظر العربي للنفط. وتراجعت أسعار النفط ستة دولارات لبرميل خام برنت ليصل إلى أقل من 108 دولارات بينما انخفض سعر الخام الأمريكي خمسة دولارات ليصل إلى 90.50 دولار للبرميل. ولأن مخزونات النفط العالمية عند مستويات مريحة جدا بالمقاييس التاريخية فقد انقسم المحللون هل ستنخفض الأسعار أكثر من ذلك أم لا. وقال دومينيك تشيريشيلا من معهد إدارة الطاقة في نيويورك "أعتقد أن وكالة الطاقة الدولية تحاول التصرف كبنك كمركزي ... لا أعتقد أن أحدا سيشعر بارتياح إذا حدثت تخمة في سوق النفط. قد نرى النفط (الأمريكي) عند مستوى 80 دولارا قريبا جدا." لكن كارل لاري المحلل لدى شركة بلو اوشن للوساطة المالية في نيويورك قال أنه قد لا يكون أمام الأسعار مجال للهبوط أكثر من ذلك. وقال "هذا تحفيز اقتصادي ... بالدولارات النفطية ... في المقابل أعتقد أننا أكدنا الحد الأدنى لسوق النفط عند 109 دولارات لبرنت و90 دولارا للخام الأمريكي." ويبدو أن هذا القرار يمثل خروجا على المسار بالمقارنة بالقرارين السابقين لوكالة الطاقة بإطلاق كميات من احتياطيات الطوارئ. ففي حرب الخليج في 1990-1991 حين غزا العراق الكويت انقطعت كميات كبيرة من إمدادات الخام. وحين ضرب الإعصار كاترينا في 2005 المصافي الأمريكية كانت معظم الكميات التي أطلقتها الوكالة منتجات مكررة من أوروبا للولايات المتحدة. وقال جون كيلدوف من اجين كابيتال "هذه الخطوة مهمة لأنها تمثل لجوء الدول الأعضاء إلى الملاذ الأخير لمواجهة ارتفاع الأسعار. "من الواضح أن ارتفاع أسعار الطاقة يساق كسبب للتباطؤ الاقتصادي وهذا هو رد الفعل. انقطاع الإمدادات الليبية يوفر غطاء جيدا." وقالت وكالة الطاقة أنها ستراجع مدى الحاجة لإطلاق كميات أخرى في غضون شهر. وقال نوبو تاناكا رئيس وكالة الطاقة "الوكالة ستواصل مراقبة التطورات وسنغتنم الأيام الثلاثين المقبلة لإعادة تقييم الموقف".