لا تنكؤوا الجراح.. نحن لانحتاج حين نشتكي لمن يذكرنا بأوجاعنا بقدر حاجتنا لمن يضع يده على جرحنا بكلمة تجبر خواطرنا.. أنا أدرى بما أتحدث عنه وأعلم بمقدار وجعي! كل ماعليك هو أن تنصت لي .. فالصوت الذي تسمعه خرج بعد صمت طويل، والكلمات التي قلتها باحت عن ألم.. جبر الخواطر فن وكسرها قتل. لكم كانت آلمنا في البوح أكثر من صمتنا حين التقت بمرارة الرد، وقسوة العبارات.. لاتنكؤوا الجراح.. الكثير يعلم جيداً أن أبناءه مزعجون ومتعبون وقد بذل الكثير من وقته في تعليمهم وتربيتهم ،حين يأتي إليك شاكياً هو لا يجهل فن التربية وليس عاجزًا عن تربيتهم حتى تقول له (تستاهل)؛ لأنك بالغت في تدليلهم. لاتنكؤوا الجراح.. الكثير من الزوجات قارئة ومثقفة ومتعلمة وتعلم جيداً كيف تعامل زوجها بالمعروف والفضل والإحسان رغم إساءته لها، وحين تختارك للحديث عن همها هي لاتريد دروسًا في فن التعامل مع الزوج بقدر ماتريد كلمة تجبر خاطرها. لاتنكؤوا الجراح.. الأصدقاء حين يختلفون ويتباعدون وتعصف بعلاقتهم بعض المواقف والأزمات ربما يأتيك أحدهم ليشتكي من الآخر، ليتك تذكره بالأيام الجميلة واللحظات السعيدة أجبر، خاطرة بكلمات تزيل غضبه وتذهب حزنه. لاتنكؤوا الجراح.. تأتي تحدثه عن قسوة الظروف ومرارة الأيام وتقلب الأحوال وتلك السنين التي مضت فيها زهرة الشباب مابين عمل وواجبات ومسؤوليات وضياع العمر سدى فتصدمك ردوده ! لماذا تحملت؟ أنت من أخترت! لماذا وافقت؟ لماذا لم ترفض؟ وكأنه يقول بالعامية "تستاهل حقك وماجاك" وماعلم أن هناك أمورًا لانختارها بإرادتنا ، وأنها أقدارنا التي قدرها لنا ربنا ..وأن الرضا بالقدر خيره وشره من كمال الإيمان.. وحين نشتكي نحن لانعترض على القدر بل نريد أن ننفس عن بعضنا بكلمات تجبر خواطرنا.. قبل الوداع: رفقاً أيها الأحبة.. إياكم أن تنكؤوا الجراح.. "آمنتُ أنّ للبشر طاقات محسوسة تنبعث منهم، تأمّل نفسك: ألا تجد أن مُجالسة البعض تبعث فيك شعور البهجة والسعادة والسرور، والبعض الآخر عندما تُجالسهم تجد النكَد والغَمّ يتلبّسك! ذلك أن للأرواح انبعاثات ولُغة تتخاطَب من خلالها. لأجل روحك: اختَر جُلساءك بعناية" بقلم: فاطمة الجباري