يقول ” طارق الكرمي” الذائقةُ الأدبية هي التي تُثير شغف البعض ولا تلقى عند البعض الآخر غير الفُتور أو حتى النُفور..! قال صديقي الذي يُلازمني دائماً لم المسْ لك كتاباً في الآونة الأخيرة.. قلتُ كلاّ.. فقد كتبتُ الكثير إلاّ أنني حجبتها عنّك وبالتالي لن تستطيع قراءتها..! اعِتدلَ بعدَ أن كانَ لاهياً بهاتفه ليتساءلَ مُمتعِضاً عن أسباب عن هذا الحجب ! قلتُ شعرتُ انّك من ضِمن اُناس يقولون بعد قراءتهم لِكتابي (عن ماذا يتحدث هذا الرجل؟ ولماذا هذه الرمزية..يبدو أنّه يتنفسُ ضباباً.. ويتجرعُ حجراً وطقوسه موحشة ويجلبُ فلسفة خُبثها مُندسٌ في أعماقها..بل يُعتقدُ أن قلمهُ يقبعُ تحتَ وطأة هلعٍ نفسيّ أخرجهُ لنا بهذه الصورة ) فهل كنتَ_ ياصديقي_ تقول هكذا؟ قال..نعم..! رحِم الله الدكتور نجيب الزامل رحمةً واسعة عندما قال في لقائه المُتلفز قُبيل وفاته (لقد وقعتُ بين فلسفة خبيثة ومعرفة جميلة)..فإن كنتَ ياصديقي عازماً على أن أرفع عنك الحجب فيلزمُك أن تأخذ دائماً بالجميل وأن تفّرّق مابين شخصي وقلَمي لعلّك تبقى في دائرتي ويذهب قلمي لقرّائه..! ولذا..كنتُ مُحقّا تماماً أن حجبتُ عنّك الرؤيا حتى تبقى صديقاً مُقرّباً بعيداً عن التأزم والظنون.. وعن زخرفة النُصوص ومُخرجاتها.. ومن يقعُ في حُكمك من الزُملاء والمُقربون! مآ يُحزنني جداً أن تُنصبَ خِيامُ العِدا والبغضاء والنُفور لشخص نقيّ وجميل كَونهُ يكتب بطريقته التي يًجدُ نفسهٌ من خلالها _ وله قُرّائه_ ثم يُفسّرها البعضُ على أنها استعلاء على عُقولهم وفَهمِهم واستيعابهم.