بقلم | بطي علي بن دمخان شاءت الاقدارٌ ان تكون إحٍدى قاعات الفنادق المٌطلة على احدى شواطئنا العزيزة مقرا ً لاجتماع ٌنخبه من رٍجال الفكر والثقافة والادب وكنْتَ ترى على مٌحياهم جميعَ طقوس مجتمعنا السعودي والذي لايختلف اثنان على سخونته في التجاذب والتنافر ، فتئييد الرأي ومعارضته هما مجدافين لمرْكبٍ مٌتأزم لايكادٌ ان يجدَ ملاذاً آمناً حتى يرسو ويشعٌر بالراحةٍ والاستقرار. وما إن انتهت بعضٌ فٍقرات الاجتماع حتى اخذوا وقتاً مستقطعاً ليعودوا بعَدهٌ الى حلبه الجٍدال التي لا تٌجدي نفعاً وان كٌنتَ ٌمحقا ، فلقد رايت مجسمَ رجلِ ولكن يبدو ان جميعَ جوارحه بعيدة ٌجداً عن عٍراكنا وهذا ما قادني للحديث مع شخصية هادئة كهذة كما انني في حاجة ان اخرج عن جو العٍراك والجدال فسالته سؤالا كنت اهدٌف من خلاله الابتعاد عن الجدال ونغمات الصوت التي يعتقدٌ معتنيقها ان الرفْعَ او الحدْ منها حجهٌ في قبول رأييه وتاييده ، فقلت له هل لك ان تخبرني عن المٌعضٍلات التي يواجهها مجتمعك الصغير بعيداً عن الٌمجتمع الذي تشترك فيه تلك النغمات ؟ واقصد من مجتمعه الصغير البيئة الصغيرة لاسٌرته وقريته وجماعة المسجد التي تشاركه أداء الصلوات في المسجد او الحي الذي يسْكن فيه بعيدا عن ضجيجٍ احياء المدينة الأخرى ولم يخلٌد في مخيلتي ان سؤالا كهذا سيكون بمثابة البركان الثائر !! وما ان انتهيت من سؤالي حتى شرٌع بالضْحٍك المٌستمٍر حتى كٍدتٌ ان لايكونً هذا الٌمحيا الضاحك هو ذلك المحيا الذي كان يٌبحرٌ بعمق بعيدا عن ما يدار حوله او مايٌشاع ،، واستمر بالضحك فقلت له هل قلت شيئا حتى يضٌج مقامٌنا بهذا الضْحٍك الٌمفرط ؟ قال تذكرت ياعزيزي مجتمعي الصغير وكانك بٍسنارة فٍكرك وضعت طٌعما لي حتى انقضَ ضْحٍكاً وهي حالة لايخلو فؤادها من الضجر والالم، واستمر قائلا ولازال صوته يتقطع من تبعات تلك الضحكة المثيرة للجدل فقال ان أعطيت أحدا منهم غضب وان حرمته من شي غضب، وان لاطفته بالحديث غضب، وان قررّت الصمتَ والانطواء على نفسي غضب ، وان مررتٌ بالٌطرقات أوقفَ راحلته واخذا يشاهدني بغضب، وان نطقت بشيئناً جميلاً من ناعم المفردة وسحرها المٌبهر غضب ، وان قامَ من تلقاء نفسه بإعفاءٍ لحيته غضب، وماهي الا أيامٌ حتى يحلق اللحية ويٌلحق بها الشارب ولايزالٌ في غضبه، وان سالته عن ضالهٍ غضب ،وان زفيت له البشرى بان الله قد منّ عليّ بضالتي ووجدتٌها غضب، الا ان هناك حالهٌ كان بودي ان اعرف تفاصيلها هل سيغضب ام لا؟ ولكنها من المستحيل الذي سلمنا فيه ايمانا وانقيادا لإرادة الله وهو عند موتي هل سيغضب عند رحيلي وان كنت اراهن انه سيحمٌلني على الاكتاف غاضبا وسيرميني في صندوق عملي غاضبا ، وحينها لم استطيع الصمود حتى ضحكتٌ وكأني فقدت شيئا من خلايا راسي ، كانت اكثر حٍدةً عن ضحكتة الصاخبة في بداية حديثي له ، فقال اضحك ولن اٌقاطعك فاني اخشى ان قاطعتٌك اراك غاضبا ، ولو كنت ياصديقي من مجتمعي الصغير لن تضحك من احداث قصة الغضب التي تلازمني الذي صاحبها شيئا من الدعابة في سردها بل ستكون غاضبا كعادتك في ٍحل اوهامك وترحالٌها قاطعته فقلت ياذاك حٌمى التعميم هي من جَلبْت لنا مجتمعاً مشلولاً مشحوناً اجهضَ كلَ جميلٍ في حياتنا ، فربما يكون حديثك هذا عن شخصية واحدة تٌلازٍمٌك وتٌلازمها، ناهيك عن الاسى الذي تعاني منه الامه من التعميم الذي ادماها وكسرَ شوكتها .. قاطعني فقال اراك غاضبا حتى في تقويمك وعٍلاجك .. ياسيدي اٌخرج لمجتمعك وسترى وجوه غاضبه وكان الابتسامة والتسامح والتقارب ذنوبٌ نبذتها اوهامهم التي آمنوا بقدٌسيتها ونزاهتها، وسنلتقي لاحقا!! ولعل القدر الذي اتى بسؤالك هذا وافسد علاقةً اخويةً كادت ان تربٌطنا وتجمعٌنا ان نلتقي ثانيةً لا أراك في نٌصحٍك لستً غاضبا فانا غاضبا ليس لنصحك وتوجيهك لان بمثاليتك التي قادتك لنصحي واقناعي لم تكن قادرة ان تخرجك من حوارك هذا الا غاضبا !! بطي علي بن دمخان