عبدالله عبدالرحمن الجفري -رحمه الله- كاتب جميل أطلق عليه صديقه وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد عبده يماني -رحمه الله- «شيخ الرومانسيين»، بينما وصفه الأستاذ محمد سعيد طيب ب»أستاذ الرقة ومفلسف الأحاسيس». وهو في كل الأحوال، كما يقول عنه العارفون بمشواره الصحفي والأدبي، كان مهموماً بالثقافة والوطن، وضحى من أجل ذلك كثيراً. **** لم يكن عبدالله الجفري صديقاً لكني كنت أتطلع إليه كإحدى العلامات البارزة في مجال الصحافة والأدب، وكلما راجعت أرشيفي الخاص أطل عليّ أكثر من مقال كتبها -رحمه الله- عني، منها مقاله الذي كتبه في جريدة عكاظ بتاريخ 02 إبريل، 2006 بعنوان: (مشوار هذا السفير!؟)، وهو مقال يقطر حباً ومودة كتب فيه ما لو كنت حاولت كتابته بنفسي عن نفسي لعجز القلم وتوارت الحروف. لكن بعض ما جاء فيه آلمني لأنه تضمن معلومة لم أكن أُدركها آنذاك، حين قال: «كل هذا الحشد في شخصية/ د. الصويغ، لم يدفعني لجعله صديقي الحميم، لكني تمنيت -حقاً- أن أكسبه صديقاً منذ عرفته (إنساناً)، وحاورته فكراً، وأعجبت بطرحه في كتاباته، ومنذ صارت الفرصة توفر لنا اللقاء على كرسي المنتزه الليلي وعند الأصدقاء... غير أنه -فيما يلوح- صارت مفكرة هاتفه تكتنز أسماء مَنْ سبقوني إلى قناعات مودَّته، فاكتفيت منه بنظرة، فسلام، فلقاء عابر!». **-** قلت في نفسي حينها ليتني كنت أعرف ما كان يختزنه «السيد» في صدره لأنها نفس مشاعري تجاهه حجبها ربما اعتزاز كل منا بشخصه، وحرصه ألا يبوح بما قد يعتبره الطرف الآخر تزلفاً. وفاتت الفرصة علينا فقد توفي وأنا في مهمتي سفيراً للمملكة في كندا أو بعد ذلك بقليل.. ولم نلتقِ بعدها. لكني لازلت أذكر تلك الليلة التي أتي فيها لحضور إحدى حفلات تكريمي، وكان شحيح الحضور لمرضه، متكئاً على ذراع ابنه.. تحامل على مرضه ليودعني. رحمه الله.. كم أحمل لهذا الرجل من الحب الذي لم يعرف كلانا كيف يفاتح الآخر به. #نافذة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحبَّ أحدُكمْ أخاهُ فلْيُعلِمْه أنَّه يُحِبُّه..) صححه الألباني.