بقلم | حسين بن علي الفهري شاب نحيف هيكل عظمي متحرك عينا صقر في وجهٍ شاحب يتم وفقر ومستقبل لم تتحدد ملامحه …. كغيره من أقرانه وجيله وجيل من سبقوه همهم في لقمة العيش وهدفهم جنبية وبندق ومن ثم بنت عمٍ أو خال لم يكن المسكن والسيارة في الحسبان مطلقاً …. عصب رأسه وشحذ همته وقرر السفر وطلب الوظيفة وأي وظيفة يطلب؟ لن يتعدى خياله جندي في الشرطة أو الجيش وإن تعثر ذلك فمراسل يجوب الأقسام والإدارات ….. كابد وناضل ترك من حوله واتخذ مسار مغاير شاكس وعاند فذاق مرارة قراره عشق القلم فشرب الحبر عشق القراءة فأكل الجمل والحروف عشق الصحافة فأكلته …… ارهق نفسه كثيراً تنقل هنا وهناك واكب جيل الصحافة الكبار وساير أصحاب الأقلام المتمرسة جالس العمالقة حورب فثبت قاتل فاستبسل أصبح المحرر الأفضل والصحفي المحبوب بل والمعلم القدير ….. في مساء ذات يوم ظهر اسمه مديراً للتحرير لأول صحيفة مسائية في السعودية ظهور وأد كل المتاعب وأنهى كل معاناة تغير كل شي إلا الفقر بقي يطارده في كل شبر على الأرض فقر في الجيب لا فقر الهمم والرأي والعزيمة وهل يجتمع درهماً مع قلم وكتاب؟ ….. له رؤى يختلف معه فيها آخرون ولكنهم يقرون بقوة قلمه واستبساله دون وجهة نظرة وقدرته الخارقة على تطويع الكلمة وحبك المقالات وسبكها ….. عاد مجدداً لمسقط رأسه فابتنى داراً وألّف وكتب وصال وجال وعيّن فأستقال ….. ابن طريب العصامي المكافح عاشق القلم والصحافة ابن الخؤولة ونحن له خؤولة محمد بن علي بن كدم لا يرجو منكم إلا الدعاء الصادق بأن يشفيه البارئ ويمن عليه بالصحة والعافية فإن عجزنا عن تكريمه والوفاء تجاهه فلن يعجزنا الدعاء له.