أكّد مدير جامعة الباحة الأستاذ الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين أنّ المهرجان الوطني للتّراث والثّقافة “الجنادرية 33” يأتي امتدادًا حيًّا لصوت الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، حتى استحال منذ إقامته، إلى هذه الساعة؛ عرسًا تراثيًّا، وثقافيًّا، وفكريًّا يشكِّل في أبعاده مكوِّنات هذا الوطن الغالي، ويجسّد بالتالي مقدّراته منذ اللّحظة الأولى التي وحّد فيها المؤسّس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أركان هذا الكيان الكبير إلى يومنا هذا في ظلّ قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، والوطن -بحمد الله- يرفل بالأمن والأمان والاستقرار، ويتدثّر بالمنجزات الكبرى، ويكتسي بالمشروعات العملاقة. وأشار معاليه إلى أنّ مهرجان “الجنادرية” لم يعد حدثًا هامشًا أو ملتقىً عابرًا؛ بل أصبح منجزًا وطنيًّا تتجلّى فيه صورة الوطن في عبقه وبهائه وألقه وهو يجسِّد بعراقته وأصالته وتميّزه ذلك الدور الحضاري الكبير الذي لعبه هذا الوطن على امتداد تأريخه المضيء، ويعكس، من ثمّة، الصّورة المشرقة لهذا الكيان العظيم؛ نظير ما يحمله من جوانب تراثيّة، وثقافيّة، وإبداعيّة، وإنسانيّة، فأيّ بهاءٍ وجمالٍ أجلّ وأجملّ من هذا الحضور؛ والوطن يزهو شامخا بالعزّة والفخر، ويسمو بالوحدة والتّرابط، وينتشي بالآصرة والتّلاحم، حينما يقف على هذه الشّواهد الحضاريّة وهي تلفّ ما بين كفيها مواطن الجمال، وما بين ذراعيها عبق هذا الجلال، وهو يرى بشغفٍ ماضيه العريق، وحاضره الجميل. ووصف الأستاذ الدكتور عبدالله الحسين استمرار المهرجان بعبقه الوثير وتطوره المستمر وعلو سقف منجزه؛ بالدليل على تجذّره وتماسكه عامًا بعد عامٍ، بعد أن تحوّل إلى حاضنٍ كبير لماضي هذا الوطن وحاضره، وإطار لوحدته وتماسكه، ومرتكز يعضّد ماضيه العريق، ويعكس منجزه الحاضر، حتى أصبح محفلاً غنيًّا بتراثه وإرثه، مزدانًا بثقافته ومنجزه، ورمزًا دالاً يشي بمكوّنات هذا الأرض المباركة. وختم معالي مدير جامعة الباحة تصريحه بالقول: إنّ مهرجان الجنادريّة لم يعد مهرجانًا محليًّا يقف أثره وتأثيره عند حدود وطننا المعطاء؛ ولكنّه استحال إلى مهرجان عالمي؛ نظرًا لما يزخر به في كلّ عامٍ من الفعاليات المتنوِّعة؛ التأريخيّة، والفكريّة، والحضاريّة، والثقافيّة، فضلاً عمَّا يحفل به من النّدوات، والمحاضرات، واللقاءات، إضافة إلى استضافة مجموعة من النّخب الفكريّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والأدبيّة، والفنيّة، وهو ما يجعل منه حُلَّةً قشيبةً جمعت ما بين صوت الماضي بعبقه، وصورة الحاضر بتألقه.