دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بعد تأخير، لتنطلق الاحتفالات في أرجاء القطاع رغم مشاهد الدمار والدماء التي خلفتها الحرب، وفي مدينة رفح جنوب القطاع، عاد السكان إلى منازلهم ليجدوا آثار الدمار الشامل. كما شهدت الشوارع احتفالات حذرة، حيث ظهر مسلحون ملثمون إلى جانب الحشود، بينما قامت قوات الدفاع المدني التي تديرها حماس بتنظيم عرض، في مشهد يعكس التفاؤل المشوب بالخوف من المستقبل. محتوى الاتفاق ويهدف وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بوساطة دولية، إلى إنهاء 15 شهرًا من الحرب التي أودت بحياة الآلاف، ويشمل الإفراج عن العشرات من الرهائن المحتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وبحسب المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، فإن تنفيذ الاتفاق سيتم على مراحل، وأضاف: «إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف القتال إذا رأت أن المرحلة الثانية من المفاوضات ليست فعالة». مواقف متضاربة وفي إسرائيل، واجه اتفاق وقف إطلاق النار معارضة شديدة من حزب «القوة اليهودية» بزعامة وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن جفير، الذي أعلن استقالة وزرائه من الحكومة احتجاجًا على الاتفاق، ورغم استقالة الحزب، أكد مسؤولون أن ذلك لن يؤثر على الائتلاف الحاكم أو على تنفيذ الاتفاق. وفي القدس، شهدت شوارع المدينة مظاهرات غاضبة ضد وقف إطلاق النار، حيث وصف المحتجون الاتفاق بأنه «خيانة»، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستقالة واستمرار الحرب. المساعدات الإنسانية ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بدأت قوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع، وأعلن برنامج الغذاء العالمي عن وصول شاحنات تحمل دقيق القمح وطرود غذائية عبر المعابر الحدودية. وأكدت الأممالمتحدة أنها مستعدة لتقديم الإغاثة للسكان المحاصرين، بما في ذلك المياه والطعام والمأوى. قلق على الرهائن في المقابل، لا تزال عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة تعيش حالة من الترقب. وأعربت العائلات عن قلقها بشأن مصير ذويهم، خاصة في ظل غموض حول أعداد الناجين. ترحيب دولي مشروط ورحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ببدء تنفيذ الاتفاق، مشيدًا بجهود الوسطاء لإطلاق سراح الرهائن، كما أعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن يلتزم الطرفان بتنفيذ بنود الاتفاق، داعيًا إلى إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع دون تأخير. وقف مؤقت فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف إطلاق النار بأنه «مؤقت»، مشددًا على احتفاظ إسرائيل بحقها في العودة إلى القتال إذا دعت الحاجة، وأضاف في خطاب للأمة: «لقد نجحنا في تغيير وجه الشرق الأوسط، وسنستمر في حماية أمن إسرائيل بكل الوسائل». ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا يزال الاتفاق هشًا وسط تصاعد الخلافات السياسية داخل إسرائيل وتباين المواقف بين الفلسطينيين، ومع استمرار معاناة سكان غزة، يبدو أن الطريق نحو السلام المستدام لا يزال مليئًا بالعقبات. ترحيب الدول بوقف إطلاق النار في غزة المملكة العربية السعودية رحبت باتفاق وقف إطلاق النار في غزة. أكدت دعمها لكافة الجهود الرامية إلى حماية المدنيين ووقف التصعيد. دعت إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة. جددت دعوتها إلى إيجاد حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. الولاياتالمتحدة رحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بالاتفاق، وأشاد بالإفراج الوشيك عن الرهائن كخطوة إنسانية هامة. أكدت الولاياتالمتحدة دعمها لحق إسرائيل في العودة إلى القتال إذا لم تلتزم الأطراف ببنود الاتفاق. الأممالمتحدة أعلنت الأممالمتحدة تعزيز استعداداتها لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الصحية. دعت إلى احترام وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات دون عوائق. قطر أكدت قطر، التي قامت بدور الوسيط، أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ وفق الجدول الزمني المحدد، وأشادت بالجهود المبذولة لتحقيقه. الفاتيكان أشاد البابا فرنسيس بالاتفاق، معربًا عن أمله في عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم. دعا إلى تعزيز الحوار والسلام وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين في غزة. الاتحاد الأوروبي رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق كخطوة نحو التهدئة، مؤكدًا أهمية استئناف المفاوضات لتحقيق حل شامل ودائم للصراع. مصر أكدت مصر، التي لعبت دورًا محوريًا في المفاوضات، التزامها بدعم جهود السلام واستمرار التنسيق لضمان تنفيذ بنود الاتفاق. تركيا رحبت تركيا بوقف إطلاق النار ودعت إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة. الأردن أثنى الأردن على الاتفاق، داعيًا إلى العمل الجاد من أجل إنهاء دوامة العنف وإحلال السلام في المنطقة. فرنسا أشادت فرنسا بالاتفاق واعتبرته فرصة لتخفيف معاناة المدنيين، مع الدعوة إلى احترام القانون الدولي الإنساني. روسيا رحبت روسيا بوقف إطلاق النار، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام به والعمل على تحقيق تسوية سياسية شاملة.