أكّد معالي مدير جامعة الباحة الدكتور عبدالله الحسين، أنّ مهرجان الجنادريّة لم يعد مهرجانًا تقليديًّا؛ ولكنّه استحال إلى عرس تراثي وثقافي وفكري، وحدث مهم، يشكِّل أبعاده من مكوِّنات هذا الوطن الغالي ومقدّراته منذ اللحظة الأولى التي وحّد فيها المؤسّس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أركان هذا الكيان الكبير، إلى يومنا هذا، في ظلِّ قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله. ووصف مهرجان الجنادريّة بأنّه لم يعد حدثًا عابرًا؛ بل هو منجز وطني يجسِّد بعراقته، وأصالته، وتميّزه الدور الحضاري الذي لعبه هذا الوطن، ويعكس الصورة المشرقة لهذا الكيان العظيم؛ نظير ما يحمله من جوانب تراثيّة، وثقافيّة، وإبداعيّة، وإنسانيّة، فهناك تراث الشمال بجوار الجنوب، وتراث الشرق بجانب الغرب، ما تهتزّ له المشاعر حينما تزهو بالعزّة والفخر، وتسمو بهذه الوحدة والترابط، والآصرة القويّة ما بين أرجاء الوطن، بتنوّع تراثه، واختلاف ثقافاته. ولعلّ قرية الجنادريّة التراثيّة تقف كمعلم بارز من المعالم الحضاريّة؛ بوصفها شاهدًا حيًّا تضمّ بين ذراعيها تراث هذه الأرض الطاهرة. وأشار الأستاذ الدكتور عبدالله الحسين، إلى أنّ استمرار هذا المهرجان بعبقه الوثير، وتطوره المستمر، وعلو سقف منجزه، لهو الدليل على مدى تجذّره وتماسكه عامًا بعد عام، بعد أن تحوّل إلى حاضن كبير لماضي هذا الوطن وحاضره، وإطار لوحدته، وتماسكه، وترابطه، ومرتكز يكشف ماضيه العريق، ويعكس منجزه الحاضر، ومحفل غني بتراثه وإرثه وثقافته، ورمز دال يشي بمكوّنات هذا الأرض المباركة ومقدّراتها. وختم معالي مدير جامعة الباحة تصريحه بالقول: إنّ مهرجان الجنادريَّة يُعدُّ من أبرز المهرجانات في منطقة الخليج، والعالم العربي؛ نظرًا لما يزخر به في كل عام من الفعاليات المتنوِّعة، والبرامج الشاملة؛ فضلاً عمَّا يحفل به من الندوات، والمحاضرات، واللقاءات، واستضافة مجموعة النخب الفكريّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والفنيّة، وهو ما يجعل منه حُلَّةً قشيبةً تجمع بين الجوانب التراثيّة، والثقافيّة، والإنسانيّة.