قال تعالى«هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ».. هذه الآية تسلط الضوء على أهمية الحساب المرتبط بالزمن لتنظيم حياة الإنسان، وإدراكه نظام الكون على العموم. إلا أنني هنا اسلط التفكير على نحو خاص في أهمية الأعداد الفردية، فالمتأمل في سورة الكهف على وجه التحديد يلاحظ الإصرار على وضع الصالحين في رقم فردي «سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا». نستنتج من هذا الإصرار على أن للأرقام الفردية قداسة وفأل حسنا لديهم، وهذا الإفراد هو على خلفية وثقافة من الكتب السماوية القديمة. التركيز على الأرقام الفردية في الإسلام يتبين جليا كونها ترمز إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، بدءا بخمس صلوات مفروضة، وكذلك الرقم ثلاثة مرغوب في الرقية والأدعية. وجدير بالذكر الرقم سبعة، حيث يظهر بشكل متكرر في النصوص القرآنية، سواء كان ذلك في سياق الخلق، العبادة، أو الإشارات الرمزية، وحتى في العذاب. هذا التأكيد على الأعداد الفردية يعكس قيمتها في النظام الكوني وفي علاقة الإنسان بربه، حيث ترمز للكمال، الوحدة، والتوازن.