بقلم | د. حياة الهندي وما الذي يدعونا للانتظار والأيام حُبلى بألف انتصار الحمام مع الصباح قصة فرح وارتياح، يتراقص طربًا، يطير ثمّ يحط على شرفةٍ أو على سطح أو على أرضٍ يتبعثر،يتحدث حديث لا نعيه ، ومابين القاصي والداني والغادي والرائح ثمة أحاديث لا تنتهي وقيودٌ وأسوار صُنعت من أمزجة البشر، بعضهم يعتقد أنها حين تجري الأمور بصلافة وبرود هو النظام، وبعضهم يعتقد أن تمضي الأمور بكذبٍ ومراوغة فنٌ من فنون النجاح . تسير الأمور على وتيرة واحدة ولاتُنبئ عن أحداث عارمة، وتتأمل في الوجوه فلا تجد سوى عمقٌ لا ينتهي من قناعة كل شخص أنّه على حق نفتقد المرونة، أضعنا الحب، عشقنا أن نشعر أننا أفضل، هشمنا أرواحنا قبل أن نهشم من حولنا، ومابين عجائب تراها كن على يقين أنها دنيا! السلام هناك في الجنة. مساحات من الحرية لا بأس بها، لكن ترك الحبل على الغارب أعجوبة. اجترت قلمها لتدون عباراتها فاجترت أوجاعًا من صلب الألم، وهل يمكن لمن أدمن الركض واللهث وراء المتاع أن يلبس قناع المجد، لارؤية ولا أهداف ولا تركيز وعودة للتقويم، للحساب القديم والبحث عمن أتى؟ وعمن غاب؟ وبعض الحب ارتجاع! وبعض الحب احتقان! عجائب والقادم مثل النادم. ومابين طيف يغادرنا وطيف يلاحقنا، أحداثُ من الحياة تعتركنا ، فالبعض يمقتنا والبعض يعشقنا، وهكذا هي الحياة نفحاتٌ من ألم تصحبها نفحات من أمل. بعضهم يدنيك من السقوط، وبعضهم يبلغ بك الغمام، لا تركن لهذا ولا تعتمد على هذا، ولا تهملهم معا. نفحات من فرح، نفحات من ألم، من عاصفة تتلوها أمطار وصخب . أرضٌ ممتدة متسعة لكن لارزق لك فيها، وترحل وتترك خلفك الذكريات، الأحداث، السنوات، الذخائر، الغمائم، الأمطار، الرياح، الفرح، الأمل، الكواكب، الملفات، الأحداق، الدفاتر. سكينةٌ من ورق، وأحداق من عرق، وليلٌ صاخب تلتحف فيه النوم خوفًا من الهموم. وفي الغربة تضج الأشواق، وينفعل الحنين، وفي الحضارة التي لاوهج فيها سوى العربدة تخلفٌ وانحطاط، فليست القيمة في الإنسان مالٌ وبنيان وركضٌ وعنفوان، فالشموخ والرحمة قيمة الإنسان ! لكن من يبصر هذا ويستشعر هذا العنوان؟ خيولٌ شاردة تنتظر الفرسان. والفارس لايريد سوى المتعة لحظة ويفرُ كالصبيان. عولمة أم هولمة أم قولبة أم غثاء! ورغم الأسوار ورغم القيود هناك حلقة مفقودة تخبرنا أنّ الحياة لاتدوم فلماذا الحزن ولماذا الشرود؟ ولماذا الهموم ولماذا الغموم؟ الله الله ربنا لانشرك به شيئًا.