ذات مرة قرأت وصفًا للحب بأنه "ملح الحياة، وألوان فرحها؛ شريطة ألاَّ تلطخ قلبك باللون الأسود منه" فأثار هذا الوصف شهيتي للكتابة عن الحب وألوانه. أوَ للحب ألوان؟! بالطبع، وأسوأها على الإطلاق ذلك الحب (الأسود) الذي لا ترى معه شيئًا في من تحب سوى جمال الوجه والجسد. مقرف ذلك الحب وفارغ، بل لا ينتمي للحب أصلاً، وطال وقته أو قصر، سيموت خيانة أو مللاً! أما أشد ألوان الحب فتكًا بفؤادك، وأكثرها إنهاكًا له، والذي قد يودي به للهلاك، فهو ذلك الحب (الأبيض) الذي تكتمه في قلبك، وتخفيه حتى عمَّن تحب! كمن يرسم بقلم أبيض في صفحة بيضاء! لا أحد يعرف ما رسم سواه، وتشيد لمن تحبه قصرًا منيفًا حالمًا، تعطِّر جنباته عشقًا وهيامًا، ومع كل هذا، لا يعرف محبوبك عنه شيئًا! مؤلم ذلك الحب وجارح جدًّا حين ترى من تحب يحب من منحه حبًّا أقل منك، فلا تستطيع لومه، ولا تملك حق عتابه، فتدفن قلبك بأسى في سجن حب معتم لم يرَ النور! ولعل أكثر ألوان الحب توترًا ذاك (الرمادي) الذي يرسم الأخذ والعطاء بالمسطرة والقلم، هجرتني سأهجرك، وصلتني سأصلك، سألت عني سأسأل عنك، أهملتني سأهملك! متعب ذلك الحب وخانق، يعذبك طويلاً قبل أن يحتضر ويموت، وتفقد معه كل طاقتك، فتعزف عن كل حب سليم بعده! ومن بين كل ألوان الحب يفوز الحب السامي، ورفيقه الهادئ، وتوأمه الحالم، بأجمل ألوان الحب وأروعها، حيث عشق الروح قبل الجسد، والعطاء دون انتظار الرد، بصفاء روح وود، كنفحة عود فاخر تنعش قلبك وتفرحه. أوَ بقيت ألوان أخرى من الحب؟! ربما، فقد يكون هناك حب بلا لون، فأي لون يليق بك؟ أنت وحدك من يقرر!.