بقلم | د. مسعود آل جعثم كانت ولا زالت كثير من المفاهيم تستخدم ومتداولة بين الناس حتى يفهم بعضهم البعض وحتى يتواصل الناس فيما بينهم ويفيدوا ويستفيدوا وهي لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى « وعُلمنا منطق الطير» فلو لم يكن هناك لغة للتواصل بين الاجناس البشرية لما حدث عمارة الارض وهذه نواميس ومفاهيم كونية جعلها الله حتى تستمر رحلة الحياة الى الوقت المحدد الذي لا يعلمه الا الله …. ومما لفت انتباهي في هذا الزمان المتأخر ظهور مفاهيم ومصطلحات ومسميات تخدم فكر معين او تحقق رسالة معينة او تؤدلج مجتمع معين تجاه قضية ما غائبة او حاضرة ثم لا نلبث ان تغيب هذه المصطلحات مع غياب منفذيها ومؤسسيها ثم ما نلبث ايضاً الا ويظهر مصطلح ومفهوم آخر!! وهذا اصبح سمة من سمات مجتمعاتنا والادهى من ذلك انها مستوردة غالباً او معلبة لتحقيق هدف معين حقيقة هذه المفاهيم غامضة لدى المجتمعات الا النخب المتمرسة في مجال تلاعب المفاهيم«بعيداً عنا وعنكم» تجده غائب حاضر وواضح غامض لا تلبث ان تذوب كما يذوب الملح في الماء !! هذه المفاهيم خدمت في فترة معينة ثم غادرت لتستبدل بمفهوم آخر !! كلها ان صح التعبير حققت أهدافها وغيرت قناعات كثير من البشر اما بالتوافق معها وما ترمي اليه واما بمعارضتها وتفسيرها والاخذ والعطاء حولها!! لندرك اهمية ما نفكر فيه وما ندعو اليه ولنكن بصدق واعين لما يحاك لنا ويخطط لنا … خاصة اننا وجدنا التلاعب بالمقصود من تلك المفاهيم وبما يحقق اهداف لربما رسمها غيرنا لمجتمعاتنا المسلمة لتذويب الهوية الاسلامية وتغييب اللغة العربية تمهيداً للانقضاض على ما بقي من قيمنا المجتمعية الاسلامية ؟! ادركوا قيم مجتمعاتكم قبل ان تعضوا أصابع الندم وأدركوا النور الذي بين ايديكم من ربكم الذي هداكم له وهو نور التوحيد والإيمان والدين القويم ؛؛ ونور الدين والحق المبين طبقوا شرع ربكم وكونوا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين. وان اردت ان تحيا ايامك الباقية سليم القلب عفيف اللسان ابتعد عن إسقاط تلك المفاهيم على اخوانك المسلمين بكل مجازفة وبدون تروي حتى انقسمت مجتمعاتنا على بعضها فريقين وخصمين وهذا ما يريده المتربصين وهذا الذي يحيكون له !!! تحققت أهداف باسقاط التهم جزافاً على اقوام وأفراد لا ناقة لهم ولا جمل … بعيداً عن كل شيء «المؤمن كيس فطن»، «والمؤمن مرآة أخيه» حتى نكون بناة للقيم والرجال معاً. ارجو لكم دوام السعادة وراحة البال.