بقلم | بتول الغامدي انتشر في مجتمعاتنا المعاصرة سلبيات سامة مذابة في اقداح من الإيجابيات حتى ألفتها انفسنا فأصبحنا لا ندرك مستوى التلوث الذي يخنقنا من حيث ندري ومن حيث لا ندري. ومن أشد هذه الظواهر خطراً التطبيقات التي تستخدم كتعرّ يومي لجميع جوانب حياتنا بهيئة ريبورتاجات تفصيلية لملامحنا الشخصية وهويّاتنا الخاصّة بما لا يضيف للمتلقي أي عناصر اثرائية ولا علمية وإنما تنشر للنشر فقط. فمثلاً مافائدة نشر موائدنا وملابسنا وتفاصيل احاديثنا، ومقاطع لأولادنا وأجزاء من اجسادنا ؟ ان الامراض الروحية انتشرت بسبب هذا السلوك كانتشار النار في الهشيم، فما كشفناه من عورات بيوتنا واسرارنا، ظنّا منّا انها اشياء بسيطة ربما هي نِعَم يحسدنا غيرنا عليها. كما ان هذه الممارسات تسببت في انتشار المشاكل الإجتماعية والجرائم الأخلاقية والجنائية بارقام مفزعة. أضف لذلك أننا أصبحنا نسخاً من بعضنا، نبتاع ذات الأشياء ونزور ذات الأماكن؛ فقط قص ولصق لغيرنا فلا هوية تميزنا عن بعضنا. ان التقنية أصبحت سمة حياتنا ولا بأس ان نتسمَّ بكل جميل ؛ مع ابقاء بعض الابواب ضمن حدود المناطق الشخصية. فالتقنية وسيلة سريعة لنقل العلم ودفع الضر، وباستخدامها نهضت امم وسقط طغاة. فالكيّس من تمتع بكل ماهو مباح ومتاح وامتع من حوله واحتفظ باسراره في صناديق لا تطالها افواه الجائعين.