بقلم | نورة القحطاني كانت رائحة العطور والمسك والمطهرات ورائحة النظافة تستقبلك في ساحات الحرم المكي الشريف فما بالك بالساحات الداخليه (الصحن المطاف والمسعى ). كان عمال النظافة وآلاتهم مزروعين في كل سنتيمتر منها فنادراً ما تجد مكاناً بلا عامل نظافة وبيده آلة تنظيف مابين حديثة وتقليدية .. يكنس ويمسح ويطهّر ويعقّم. كانت دورات مياه النساء اشبه بحديقة زهور .. وعاملات النظافة كالنحلات فيها مابين تنظيف وتوجيه وتنظيم سير .. أما الآن وللأسف الشديد تبدّل الحال .. اصبح ذلك كلّه ماضياً.. كانت زيارتي هذه المرّة صادمةً لي … لي قرابة الشهر ولم أرى سوى القليل المخيّب للآمال .. تحوّل عمال النظافة من مهنتهم التي استقدموا من أجلها إلى متسولين ترى العامل ممسكاً بمكنسته ومستقراً في مكان لايبرحه أبداً جاعلاً مكنسته عصاً يتوكأ عليها وكل من مر عليه اعطاه صدقة. والله انه لشيء مزري أن نرى المعتمرين هم من يحملون أكياساً ويجمعون المناديل والزبائل من صحن المطاف. دورات المياه متعفنة تخرج منها الروائح النتنة .. بلا عاملات نظافة اقسم لكم بالله انني لم أرى منذ شهر سوى عاملة نظافة واحدة فقط بعد ان كنا لا نجد مكاناً نمشي فيه من كثرتهن .. السجادات صلينا عليها الفجر واشرقت الشمس وهي لم تزحزح من مكانها..يدوسها كل من مر عليها .. ناهيك عن رائحتها الكريهة تخبطات لا نهاية لها … أنا لم أكتب مقالي هذا جزافاً .. أو اتهاماً بالباطل … فكل من زار مكة هذه الأيام يشهد بذلك. لذلك أوجه إلى المسؤولين عن شؤون الحرمين .. أنتم تتعبون وجهودكم مقدرة ولكن يجب أن تضربوا على من يفسد جهودكم بيد من حديد .. يجب أن تحاسب الشركة المسؤولة عن عمال النظافة قبل محاسبة العمّال أنفسهم.. تهدر الأموال .. وتستنزف .. على لاشيء .. نحن لا نريد منكم تطوراً ولكن نريد أن يعود الحال على ما كان عليه.