منذ ايام وانا اقاوم رغبة شديدة تحثني على الخروج الى الشارع الذي يقع عليه منزلي بهدف كنسه فالرصيف اصبح ملاذا تحتمي به بقايا حاوية النفايات التي تتناثر هنا وهناك بعد ان يمسك بها عمال النظافة ويلقون بمحتوياتها داخل السيارة ثم يعيدونها حيث كانت ولا يبالون بما حولها وبما يسقط من جوانبها اثناء تفريغها حتى اصبحت الاوساخ شيئا ملازما لجوانب الشوارع. فكرت ان اطلب من ابني واصحابه ان يفعلوا هذا اسهاما منهم في النظافة العامة ولكني موقنة انه سينظر الي شزرا ويعتقد ان شيئا ما اصابني ولهذا عدلت ولكن الرغبة مازالت موجودة والمكنسة (أم يد طويلة) تناديني ولكن البدلة البرتقالية تنقصني لذا اقترح على الامانة ان توزع على السكان (بدلة) لكل منزل يرتديها من يرغب عند الحاجة بالانابة عن العامل الذي كثر غيابه هذه الايام اولسنا ننوب عن زملائنا في العمل في حالة غيابهم اذا لماذا لا نفعل مع عمال النظافة بخاصة ان غيابهم يؤثر علينا جميعا ناهيك عن المتعة التي تتحقق بهذا العمل وهي بالتأكيد متعة تختلف عن غيرها من المتع التي مللناها فهناك مثل يقول (ايلا كثرت همومك فانسدح) اعتقد ان غلبة الهموم بكنس الشارع افضل بكثير من (السدحة) وهناك مثل آخر يقول (الفاضي يعمل قاضي) ولا اعتقد ان احدا سيلجأ لهذا القاضي (المتعاون) في حال فراغه لان احكامه لن يعمل بها مهما جلجل صوته في القاعة. ثم ان اكثر البيوت هذه الايام تفتقد الخدم بسبب سفرهن في الاجازة ولهذا فالسيدات يعملن في الاجازة بجد ونشاط يطبخن.. ينفخن.. ينظفن.. يغسلن.. ويكنسن.. اذا ما الذي يمنع ان نضيف نظافة الشارع الى مهامنا في الاجازة لا شيء سوى البدلة التي تميزنا عن غيرنا فلو علم احدهم ان امرأة تنظف الشارع لن يفكر في ايذائها ليس لانها تقدم خدمة جليلة للبيئة بل لان رائحتها غريبة تشبه رائحة سيارات النظافة اذا سنخرج بأمان وننظف دون ان تزيد كمية الاوساخ بوريقات الارقام كل مافي الامر ان الشوارع ستكون اكثر نظافة اكثر هدوءا رغم الزحمة فالكل سيخرج ليرى عاملات نظافة جديدات.. ام عبدالله ،ام حسين ،ام خالد ،ام اسلام خان... الخ.