وقف المعتمر عبدالله خليل من أفغانستان مشدوها وقت الإفطار، يراقب عمال نظافة المسجد الحرام، ينظفون صحن المطاف خلال دقائق معدودة، بعد أن كان صحن المسجد الحرام مليئا بسفر الإفطار، حيث لم تقم الصلاة حتى أصبح الصحن جاهزا ومهيأ للصلاة على الرغم من الكتل البشرية من الطائفين والمصلين التي يعج بها صحن الطواف. 55 دقيقة وتفيد تقارير إدارة النظافة بالمسجد الحرام، أن نظافة كامل المسجد الحرام تتم خلال مدة قدرها 55 دقيقة تبدأ من بعد صلاة المغرب مباشرة حيث تبلغ مساحة المسجد الحرام بساحاته 388375 م2، في حين أن المطاف الذي تبلغ مساحته 17540م2 يتم غسله بطريقة احترافية في مدة قدرها 20 دقيقة، أي أنه يتم غسل المتر المربع الواحد في 12.6 ثانية، وسط الكثافة البشرية الهائلة في المطاف، كما أنه يتم الترشيد في استهلاك المياه في الغسل: خلال غسل المطاف والمواقع الأخرى، فإنه يستخدم 400 لتر ماء فقط لغسل موقع مساحته تقارب 5 آلاف متر مربع أي أن اللتر الواحد يغسل 12.5 مترا مربعا. 98 طنا يوميا وتشير تقارير إدارة النظافة، إلى أنه يتم نقل 98 طناً - في المتوسط - من النفايات يومياً من الحرم في شهر رمضان المبارك، وأن 60 في المئة تقريبا من هذه الكمية، يتم إخراجها من المسجد الحرام للمكان المخصص لها في فترة لا تزيد عن 45 دقيقة، وهي الفترة من بعد صلاة المغرب مباشرة إلى ما قبل صلاة العشاء يوميا، في شهر رمضان المبارك، أي بمعدل طن كل دقيقة وسط تلك الحشود الكبيرة داخل المسجد الحرام وفي ساحاته، حيث يتم استخدام أفضل ما توصلت إليه التقنيات بمختلف جوانبها في المسجد الحرام، بما يتناسب مع طبيعة العمل في هذا البيت العتيق لتحقيق الهدف الأسمى للوصول لبيئة خالية من الملوثات، المسببة للأمراض، ولتحقيق الكفاءة اللازمة في عمليات التنظيف والتقليل من الاعتماد على الأيدي العاملة قدر الإمكان. تقنية عالية وقد بدأ ذلك الإنجاز بإدراج مكائن لعمليات النظافة في مشاريع الحرمين الشريفين، حيث تم تصميم معدات ذات تقنية عالية تتناسب واحتياجات وخصوصية المسجد الحرام، وقد زود المسجد الحرام بعشرات المعدات وبأنواع مختلفة منها، والتي تتميز بمواصفات خاصة وطريقة فنية تعمل بها، فمنها ما تسمح بالمناورة لتنظيف الأماكن الضيقة والزوايا، ومنها ماهو مزود بخزانات للماء النظيف والرجيع ورشاشات قوية الدفع، حيث تعمل تلك المكائن على شفط الأوساخ ومن ثم تخزينها في الأماكن المخصصة لذلك ثم إفراغها في مراكز الصرف الصحي. (حرم كابتر) وتعتبر النظافة بواسطة مكائن (حرم كابتر) عملية فنية معتمدة على تكنولوجيا متطورة صممت خصيصا للاستخدام في نظافة المسجد الحرام، وقد سميت هذه المكينة بهذا الاسم لأنها تستخدم في المسجد الحرام والمسجد النبوي فقط . والذي يميز هذه المكائن عن الطريقة التقليدية، هو أن المكانس والمساحات اليدوية تحرك الغبار أثناء عملية التنظيف وتنقله إلى أماكن قريبة من السطح المراد تنظيفه أو الأماكن المرتفعة ومن ثم رفعها، كذلك المساحات اليدوية والتي تستطيع تنظيف عدة أمتار في بداية العملية، لأن الماء يكون نظيفا ومن ثم يصبح بعدها ملوثا وينتقل عن طريق المساحات إلى باقي أجزاء السطح في حين أن ماكينات التنظيف – حرم كابتر – صممت على أساس أن تشفط الأوساخ وتخزنها بداخلها في حاوية خاصة تتسع ل 245 لترا فيتم التخلص من هذه الأوساخ في نهاية عملية التنظيف في الصرف الصحي، فباستخدام هذه الماكينة فإن كل سنتمتر من الأسطح المراد تنظيفها يحصل على ماء نظيف ومواد تنظيف مباشرة من خزان المكينة، وتغطي هذه المكينة – حرم كابتر – في مسار الكنس ( 1.6 م ) كذلك بالنسبة للمسح، ومما يميز هذه المكينة ويعطيها أفضلية للعمل في ظروف تشغيلية صعبة كأوقات المواسم (شهر رمضان وذي الحجة) والتي لا تسمح بالمساحات اللازمة لعملية دوران المكينة (عرض 1.3 م طول 2.7 م) من اتجاه لآخر أنها مناورة ممتازة في الأماكن الضيقة فكل ماتحتاجه هذه المكينة لعكس اتجاه الحركة هو (3 م) فقط . غير معقدة وعلى الرغم من كل هذه المميزات فإنها لا تحتاج لمشغل (سائق) ذي تدريب خاص أو أنها معقدة بل إن المشغل لا يحتاج إلا للمسة زر واحدة تكفي لتشغيل النظام (تنظيف، شفط، ضخ المواد المنظفة، كنس) مع وجود مقود يعمل بالزيت ومقبض لتغيير الاتجاهات ولوحة تحكم مبسطة.