احتضن المعرض الدولي للقهوة والشوكولاته في دورته الثانية والمقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض إبداع سعوديات وفنانات بأجواء مشوقة جذبت آلاف الزوار بأفكارهن ومشاريعهن في فن إعداد القهوة وتقديم الشوكولاته والرسم. وشاركت الباريستا ” معدة القهوة بشكل احترافي ” سارة العلي الحاصلة على ماجستير أدب فرنسي من جامعة ألبرتا في كندا وفازت بالمركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط لتحضير القهوة التركية باستخدام الركوة ” أداة لإعداد القهوة على الرمل مصنوعة من النحاس “، في دبي 2014 م ومؤهلة للمشاركة في بطولة العالم ضمن معرض قولف فود المقام في فبراير 2016 م بدبي, حيث برعت في تحضير القهوة على الرمل أمام زوار المعرض، مقدمة شرحا عن طريقة إعداد القهوة التركية بحسب ما يفضله الشخص من المرارة أو الحموضة أو الحلاوة, ومجيبة على استفسارات الزوار وطريقة شراء البن حسب تاريخ التحميص. وأوضحت العلي لمراسلة ” واس ” أنها مهتمة بفنون القهوة باختلاف أنواعها ودائما تطرح تساؤلات لأصحاب المقاهي حتى اكتشفت أن أفضل أنواع القهوة هي “المختصة” والأغلى سعرا بالعالم لأنها ذات جودة عالية ويتبع المزارعين فيها أفضل أساليب الزراعة والسقي والشحن والحفظ والتحميص والإعداد ومنفردة المصدر من مصانع معروفة ببلدان حزام القهوة بمحاذاة خط الاستواء الممتد من دولة اندونيسيا مرورا باليمن وأثيوبيا إلى أمريكا الجنوبية. وقالت العلي : إن فترة دراستها بالخارج استفادت بأخذ دورات معتمدة من الجمعية الأوربية لتهيئة الباريستا وهي أول سعودية تحصل على الشهادة وتشارك في مناشط على مستوى الشرق الأوسط للقهوة, مضيفة أن أفضل طريقة لإعداد القهوة التركية هي 1 جرام من القهوة لكل 10 مل من الماء الفاتر على حرارة متوسطة ثم يمكن إضافة النكهات الأخرى كالشوكولاته أو البندق والعسل أو الدبس وغيرها حسب الرغبة. كما تفننت الرسّامة إيمان سرّاج خريجة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمشاركتها للمرة الثانية في المعرض بتقديم لوح فنية باستخدام القهوة باختلاف درجة اللون البني, مبينة أن الرسم بالقهوة هي مهنة ممتعة وحرفة اقتصادية وتكاد تكون موادها متوفرة في كل منزل ولا تحتاج إلا لكوب قهوة وريشة الرسام, وقد أنجزت خلال السنتين أكثر من 20 لوحة بمقاسات مختلفة الحجم وتطمح بمشاركتها في معارض محلية وعالمية, وأنها بدأت مهنة الرسم بالقهوة منذ المتوسطة تقريباً ، مؤكدة أن الإبداع لا يعرف حدود حتى في أبسط الأشياء التي نراها ونستخدمها في حياتنا بشكل يومي ومن بينها القهوة والشوكولاته. وحولت زهوة الجربوع اهتمامها بالقهوة لمشروع تجاري خاص بعد أن نالت قهوتها إعجاب كل من تذوقها باسم “قهوة سنجارة” ، وقالت :” أفضل أنواع القهوة هي التي لا تختلط بأي منكهات أو توابل كما يفعل البعض ،وسرها الحقيقي يأتي من طريقة اختيار نوع البن وتحميسها وهو ما تعتمد عليه في قهوتها ثم طحنها واستخدامها خلال شهر فقط بعد ذلك تفقد جودتها وهذا لا تنتبه له بعض السيدات, مبينة أنها بدأت منذ 6 أشهر تجارتها الرسمية ببيع قهوتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأسواق . ولفتت إلى أن الطموح لتطوير المشروع والسعي للشهرة مع الوقت يحتاج إلى بذل مجهود وعدم الاكتفاء بما حققت وهناك عدد لا يحصى من الأفكار لمشاريع منزلية. ولم تختلف رانيا العساف عن زهوة ،فهي كذلك بدأت بمشروعها الخاص بالقهوة العربية مطلقة عليها اسم “قهوة الهيف” وتعني أول فنجان يقدم للضيف الذي يشربه صاحب المجلس أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة ويليه فنجان الكيف، وتقول رانيا : بدايتي كانت بإعجاب من حولي بقهوتي وشجعوني على تسويقها ووجدت إقبالاً واسعاً في طلبها فقررت حينها أن أحوله إلى مشروع خاص مع وضع بصمة من الخلطة السرية الصحية الخالية من المواد الحافظة التي تزيد للقهوة لذة مع مراعاة اختلاف تبهيرت الرجال عن النساء، مشيرة إلى بدايتها كانت عبر معرض “منتجون” العام الماضي . وبينت أنها تقوم بشراء البن بجميع أنواعه ثم تنظفه وتحمسه يدويا، يلي ذلك طحنه وتعبئته بأكياس خاصة مستوردة بأحجام مختلفة ومفرغة من الهواء لتحفظ قهوتها طازجة لأطول فترة ممكنة لأن سرها الحقيقي يكمن في طريقة حفظها. وأوضحت رانيا أن صناعة القهوة تحتاج إلى الخبرة في انتقاء البن للبدء في تحميسه وطحنه ولا تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة أو أجهزة متعددة، وهناك أنواع من القهوة غالية الثمن وهي التي تعتمد خاماتها على البن الغالي مثل البن اليمني أو البرازيلي وتختلف أنواعها على حسب مستهلكوها فمنها الغامق والمتوسط والفاتح، ويجب مراعاة جميع الأذواق والوصفات الجديدة للقهوة وأيضا إنتاج أكثر من منتج بأسعار مختلفة حسب الطلب والحرص على الجودة التي تجعل المستهلك يثق في صاحب المشروع. فيما احتشد عدد كبير من الأطفال عند ” جدار الشوكولاته ” الممتد على طول 7 أمتار وهي من فكرة المتطوعة خولة الخليفة التي بينت أن فكرة الجدار الخشبي نبعت من أن الشوكولاته تثير السعادة وتمتلك مذاق فريد وهي المحبوبة من أغلب الناس صغاراً وكباراً ولها فوائد غذائية متنوعة للجسم على حسب أنواعها والإضافات التي توضع معها من الفواكه أو البسكويت, حيث يقوم الأطفال بشراء الحلويات من المحلات في المعرض ثم تثبيتها عليه وفي نهاية المعرض تتشكل لوحة مفعمة بالألوان والأشكال تجمع لتوزع على الجمعيات الخيرية كجمعية النهضة النسائية الخيرية وجمعية الأيتام “إنسان” وبعض دور الحضانة الاجتماعية وغيرها .